كتب د. عبد العزيز السيد
الدكتور محمد محمد داوود الاستاذ بجامعة قناة السويس يقول إن اللغة العربية شاهد على العصر وسجل للواقع تفضح ما فيه من سوءات وكذب وتخلف مثلما تبرز أيضا جوانب القوة والتفوق والتقدم الحضاري وكما نعرف الأشخاص على حقيقتهم إذا تكلموا فهذه المجتمعات والدول نعرفها على حقيقتها من مستوى لغتها فاللغه مرآة أهلها وهي الهوية وهي الأصاله ، وازدهار لغه ما دليل على تماسك أهلها ورفعه حضارتهم كما أن ضعف لغة ما دليل على ضعف أهلها وتراجعهم فاللغة بأهلها قوة وضعف ، لغتنا العربية في معركة الحضارة المعاصرة.
واللغة العربية تعانى مشكلات وتصادفها عقبات من أبرزها، تدريس العلوم الطبيعية والطبية بلغة أجنبية، وحرمان المكتبة العربية من الأعمال الموسوعية العامة والمتخصصة وكذلك المعجمات بمستوياتها المختلفه وكنوز المخطوطات العربية المشتتة بين كما أن مكتبات العالم لم تحظ بتحقيقها ونشرها ودراستها وتقويمها وكذلك حال العربية في دور التعليم وغياب التكامل العلمي في تعليم العربية فمناهج التربية والتعليم ضد إزدهار اللغة العربية بل هي سبب مباشر للضعف اللغوي ونزعة المجتمع إلى التغريب وكذلك الجانب الأكبر من التراث الإنساني لم يترجم إلى العربية وحتى اليوم لم يتم تيسير سبل تعليم العربية لغير الناطقين بها بطريقة علمية حتى اليوم وافتقاد رؤية لمستقبل اللغة العربية فلا يوجد لدينا تخطيط لغوي للمستقبل وهذه المشكلات هي هموم اللغويين العرب وعلى الرغم من إمتلاكهم حلول هذه المشكلات إلا أن شيئا منها لا يعرف طريقة إلى النور وأتساءل مع الملايين العربية هل لإننا ظواهر فردية لا نحسن العمل الجماعي بروح الفريق ونحن في عصر التكتلات التي تجتاح كل ما هو فردية أم لأن اللغويين لا يمكن لهم في الاعلام والتربية والتعليم والمؤسسات التي تملك سلطه القرار فتظل جهودهم مجمدة على الأرفف وكأنهم يؤلفون لأنفسهم أم أصابهم العبس عن التغيير والتطوير المنشود بسبب هموم الحياة وبطأة العيش التي جعلتهم يلهثون لتحصيل حد الكفاف من العيش أم لهذه الأسباب مجتمعة اللغة والتغريب، والمتامل للواقع الثقافي واللغوي يرى بوضوح كيف أن الإنجليزية والفرنسية وكثير من اللغات الأخرى تزاحم العربية في عقر دارها لقد ظهرت بدعة مدارس اللغات التي يتزاحم الناس عليها ولغة التعليم فيها الأجنبية مع تضييق الخناق على العربية في عقر دارها أدى ذلك إلى إزدواج الثقافة في المجتمع فهناك ثقافة أجنبية في هذه المدارس وهناك ثقافة قومية في المدارس الشعبية الحكومية وهما ثقافتان متعارضتان في الأعم الأغلب وهذا ضرب من التغريب نشأ عنه ضعف في العربية وقادنا الى التلوث اللغوي الذي نرى آثاره في هذه اللافتات التي كتبت فيها كلمات إنجليزية بحروف عربية مثل “شوبينج سنتر” و”دريم لاند” و” سوبر ماركت”و” مول سنتر” واستمر التغريب في كل نواحي المجتمع من سلوك وأنماط الثقافة المختلفة ٠ وأضاف د.داود إلى أن علماء اللسانيات أكدوا على أنه يوجد في الوقت الحاضر ما بين 5600 لغه طبقا لنوعيه التصنيف واحتساب اللهجات أو عدمه وتشير الإحصائيات العلمية إلى أن ما بين 250 و 300 لغة تنقرض سنويا بفعل سرعه التواصل والميل الى استعمال اللغات الاخرى العالمية الأكثر فاعلية وهذا ما نسميه بالغزو الثقافي أو اللغوي وبعملية حسابية بسيطة يتبين لنا أن القرن الحالي سيشهد إندثار حوالي 3000 لغة أي نصف لغات العالم وفيه مؤشرات دولية تنذر بإنقراض اللغة العربية على المستوى الرسمي والعالمي، وإن العربيه لم تعد لغة عالمية فمنظمة الأمم المتحدة تتجه إلى إلغاء العربية من بين اللغات العالمية الرسمية في المنظمة وهي الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والروسية والصينية والعربية لأسباب من أهمها عدم استعمال ممثلي الدول العربية اللغة العربية في الأمم المتحدة فهم يستعملون الإنجليزية او الفرنسية من باب الوجاهة الإجتماعيةوعدم وجود مترجمين عرب أكفاء يجيدون اللغة العربية كذلك عدم وفاء معظم الدول العربية بإلتزاماتها المتعلقة بدفع نفقات استعمال العربية في المنظمة وأوضحها المفكر التونسي الدكتور عبد السلام المسدي أن ضغوط الدول الكبرى على اليونسكو جعلتها تعلن مؤخرا أن الحقوق اللغوية تنحصر في ثلاثة أمور الحق في اللغة الأم الحق في لغة التواصل في المجتمع الحق في لغة المعرفة وتعني هذه الحقوق بالنسبه إلى بلداننا ما يلي لغهة الام اللهجة العامية أوإحدى اللغات الوطنية غير العربية مثل الدنكه في السودان والسريانية في سوريا والأمازيغية في الجزائر والمغرب، ولغه التواصل اللغة أو اللهجة العربية الدارجة لغة المعرفة العالمية الإنجليزية أو الفرنسية في بعض البلدان وهكذا في العربية الفصحى المشتركة في بلداننا لا مكان لها هنا في هذا السياق، ولا تشكل حق اللغوية لاي فرض وسيكون إعلان اليونسكو بمثابة هذه ورقه ضغط إضافيه بيد الدول الكبرى التي تسعى إلى إلغاء أيهة وسيلة تفاهم مشتركة بين بلداننا قد تشكل اساسا الاتحاد عربي من اي نوع ومن ناحيه اخرى فقد اتخذ عدد من الاجراءات العمليه مثل الغاء تدريس اللغة العربية في بعض الجامعات الامريكية واستعيض عنها باللهجات العربية مثل الشامية والمصرية والمغربية والعراقية
٠ وأشار د.داودأن العربيه مهدده بالإنقراض وهي لغه القران الكريم حقا إن ارتباط العربية بالقرآن الكريم له أثر بالغ في حفظها وحمايتها من الإنقراض لكن بقاءها حال ضعف العرب وتنكرهم لها يبقى في حدود اللغة الدينية المتمثلة في أداء العبادات كالصلاة والدعاء والحج وخطب الجمعة وتفسير القرآن والحديث النبوي والفقه والسيرة لكنها تختفي وتنقرض الآن شيئا فشيئا عن الإقتصاد والإستثمار وسوق العمل ومجال العلوم- الطب والهندسه والفلك والتقنية الحديثة والواقع يشهد زهد أهلها فيها في هذه المجالات.
وأوضح الدكتور احمد بلبوله عميد كليه دار العلوم جامعه القاهره والأديب والشاعر أن العالم العربي يعيش حاله من الرقض خلف اللغات الأجنبية والمحصلة للاسف تتخرج أجيال متفرغة من المحتوى الثقافي وتفتقد للإنتماء ومعظم الخريجين الذين يدرسون هذه اللغات جذورهم غير عميقة فى النهاية يحصلون على فرص عمل خارج أقطارهم ويستقرون هناك ، والجذور العميقه للمصريين والعرب و سر بقاء هذه الأمة. وقال إذا أردنا وجود هذه اللغة فعلينا أن نحافظ على اللغه العربية ونرفع شعارها ونجعلها هوية وأداة للمعرفة والتربية معا، ٠لكن هل ما يدرس كاف للحفاظ على اللغة والهوية يقول د. بلبوله يؤسفني أن أقول أن المناهج في حاجه إلى صياغةجيدة حتى تعود إلى أهلها من أهل الإختصاص وألا تدرس اللغات الأجنبية في المراحل الإبتدائية والإعدادة والثانوية وكلنا لنا أولاد في هذه المدارس ويجب ان تؤلف هذه المناهج بطريقة المرحله على أن تراعي المرحلة العمرية للطالب حيث إن النصوص لم تعد نصوصا متسقة بعناية حتى ترسخ قيمتها داخل وجدان الطالب. أما أهم الملامح التي رصدتها من خلال الأولاد فمعلم اللغة العربية فمعظم معلمي اللغة العربية دون المستوى والأزمة ليست أزمه معلم إنما الأزمة أزمة توجه مجتمعي فالمجتمع يرقض خلف اللغات الأجنبيه ويزدري اللغة العربية. ولذلك فمدرسي اللغه على الرغم من أنه مؤثر في أبنائنا فهو مرب عظيم ووضعه الإجتماعي مهزوز نتيجة الفرنجة التي طفت على السطح في هذه المرحلة والمشكلة في مساله إهمال اللغة فهى تحدث عزلة بين الامة وتاريخها وتفصل الأجيال عن ماضيها على الرغم من أن الماضي مشرق ومضيء وكان أساس النهضة التي قامت عليها أوروبا ولا يزال أكثر من 80% من تراثنا لم يحقق بعد ولو استمر هذا الوضع ستضيع هذه الكنوز ولم تجد لها مكتشفا وإذا أردنا التطور تطورا ثابتا يتفق مع الزمان والمكان فعلينا أن ننطلق من تراثنا العظيم بالإضافة الى إهمال اللغة فإنه ينعكس على الفنون ويحط من مستواها المختلف ، فعلى سبيل المثال -أم كلثوم- وغيرها كانوا يغنون للانس وأخذت القصيدة العربية وضعها ورقت بالفن وكان وراءها جيل من العظماء حتى أصبحت أيقونة على مستوى العالم ، فأمريكا على سبيل المثال تستضيفها لتعالجها من الغده لأنها أصبحت قيمة وأي فن ينطلق من لغته وأصالته التي حملت أشواقه وأخلاقه. لا يعيب مدرس اللغة العربية فهو ذو قيمة يعرف بسماه لأنه يؤدي رسالة سامية وهو مرب فاضل وصاحب رسالة يستشعر المسؤولية ومن خلال بحث ميداني استطيع ان أثبت ذلك، فمدرس العربية شخصية مختلفة تماما حافظ للقيم قارئ ومثقف بخلاف غيره فاللغة تفتح له الابواب في قراءة الفلسفة والدين والأخلاق والتاريخ والإجتماع وغير ذلك من العلوم الإنسانية وغيرها، والإهتمام بمدرس اللغة العربية واجب أممي قومي فهو ليس إنسانا عاديا ونحن في بيوتنا نلمس ذلك من خلال ما يتلقاه أبناؤنا من قيم أخلاقية حميدة من مدرس اللغة العربية، واحيانا نتعلم منهم القيمة الكبرى وإذا أتقن الطالب العربية أتقن كل العلوم ٠ فطالب المدارس الحكومية يدخل كليات الطب والهندسة بسبب نضوج عقله والطالب ينضج عقله إنطلاقا من حفظ القرآن الكريم والسنة النبوية ودراسة اللغة العربية ، أما من يدرسون في مدارس اللغات الأجنبية فإنهم يهدمون مايبنى شيئا فشيئا فهم شيئان ضد بعضهما البعض طوال فترة التعليم. لذلك ادعو الطالب ألا يدرس لغات أجنبية في المرحلة الإبتدائية حتى تثبت اللغة العربية وهي الاداة الأولى في تلقي المعرفه ولن يستطيع الطالب أن يتقن اللغة الإنجليزية أو الفرنسية إلا إذا عاش في بيئتها ونحن نستعين بالقشره ونهمل اللغة الأم والأخطر أننا لا نحصن اللباب الذي يخصنا ويحمل لغتنا، ٠ أما عن سبب تفوق طلاب الطب والهندسة في تحدث اللغة العربية لأن معظمهم درسوا في مدارس الدولة المجانية وتعلموا اللغة العربية بإتقان، والحل الأمثل هو أن تعود المدرسة إلى الدولة مرة أخرى من أجل الحفاظ على اللغة العربية، والقران الكريم نص مركزي ولا مبالغه على الإطلاق وهو الذي حفظ اللغة العربية ولا تتعجب أن تجد الخطيب على المنبر أو في المحافل أو الندوات أو المؤتمرات يخطب بالعربيه والكل يفهم ما يقول دون أي تعثر فاالقرآن الكريم يحفظ اللغة العربية بل ويحافظ على كل العلوم، ومن يحفظ القرآن يستطيع أن يتقن اللغات الأخرى بجدارة لأنه يقوي الحافظة ويحسن المخارج ويجعل قارئ القرآن متفوق على غيره . يحكى لي أن علي الجارم كانت مخارج حروف العربية والانجليزية لديه فوق المستوى وكان يتقن الإنجليزية وكأنه خواجة لأن الجهاز تدرب وأصبح قادر على تلقي اللغات الأخرى مع العربية وحفظة للقرآن الكريم، ٠وأكثر الطلاب قدرة على تعلم اللغات من يحفظون القرآن وعلوم الشريعة الإسلامية وهذه حقيقه ٠أما عن قضيه السوشيال ميديا والفيس بوك وتويتر ومدى تأثيرهم على اللغة ربما شيئا و لكن بالعكس فإن هذه الأدوات حفزت فكرة الكتابة الصحيحة ربما يكون فيها أخطاء ولكن البعض يصحح لمن يكتب فيحث الكاتب على التعديل والتعلم، وعلى فكره الكتابة دعما للغه العربيه بخلاف مساله الفرانكو آراب وهي ظاهرة وموضة وتنحسر شيئا فشيئا واللغة عملاق كل شيء وهي مستمره ومحفوظة بعون الله تعالى وبالقرآن الكريم.