كانَ هناكَ رَجُلٌ مُتَزوِّجٌ من امرَأةٍ حَسناءَ جِدًّا ، وَ لكِنَّها لا تُحِبُّهُ ، وٕ كانتْ تَعشٕقُ رَجُلًا آخَرَ ، وكانَ الزَّوجُ يعلمُ بِذلكَ ، لكنَّهُ لا يعرفُ مَن هو ذلكَ الرَّجُل ؟! ، وَ كانَ يَعشَقُ زَوجتُهُ حَدَّ الجنُونِ ! ، وَ مَهوُوسًا بِالغَيرَةِ عَلَيها ، وَ أقسَمَ ألَّا يَجعَلَها تَلتَقي بِعَشيقِها ،وكانَ يَحمِلُ مَعَهُ _ أينَما حَلَّ _ دَفتَرًا يَكتُبُ فِيهِ ( حِيلَةَ النِّسوان) في اللِّقاءِ بِالعَشيق ، يُدَوِّنُ فِيهِ كُلَّ حِيلَةٍ يَقرَؤها أو يَسمَعُها وَ يَحفَظُها عن ظَهرِ قَلبٍ ؛ لِكَي يَأخُذَ الدَّرسَ وَ العِبرَة ! وَ كانَتْ زَوجتُهُ تَقُولُ لَهُ _ ضاحِكَةً _ :
_ إِذا قَرَّرتُ أنا أَنْ ألتَقِيَ بِعَشيقِيَ ، فَلَن يُفيدَكَ هذا الدَّفتَرُ في شَيءٍ !
فَيَقُولُ لَها _ مُتَحَدِّيًا _ :
_ وَ أَنا لَكِ بِالمِرصاد !
………………….
وَ في يَومٍ ما ، كانَ الزَّوجانِ في طَريقِهِما إلى وَليمَةِ عُرسٍ ، زَلَقَتِ الزَّوجَةُ الحَسناءُ في بِركَةِ ماءٍ صَغيرَةٍ ، وَ تَلَطَّخَ ثَوبُها الجَديدُ بِالوَحلِ ؛ فَأَخذَتْ تَبكي بِحُرقَةٍ ، وَ قالَتْ :
_ كيفَ أَذهَبُ إلى العُرسِ بِهذا الثَّوبِ المُتسِّخِ بِالوَحل ، وَ المُبَلَّلِ بِالماء ؟!
فَقالَ الزَّوجُ :
_ اطرُقي أَيَّ بابٍ مِن بُيُوتِ هذا الحَيِّ ، وَ اطلُبي مِنهُم أن تَغسِلي ثَوبَكَ حَتَّى يَنشِفَ ، وَ سَوفَ أنتَظِرُك أنا هُنا !
فَطَرَقَتْ بابَ أحَدِ البُيُوتِ ، وَ دَخَلَتْ إِلَيهِ ، وَ بعدَ ما يَقرُبُ مِن ساعَةٍ ، خَرَجَتْ مِن ذلكَ البَيتِ بِثَوبِها المَغسُولِ النَّاشِفِ ، لكِنَّها كانَتْ تَضحَكُ ! ، فَسَألَها زَوجُها :
_ لِماذا تَضحَكِينَ ؟!
فَقالَتْ :
_ أضحَكُ على دَفتَرِكَ !… هٕل تَعلَمُ مَعَ مَنْ كُنتُ ؟!
فَقالَ بِاستِغرابٍ وَ ارتِيابٍ :
_ مَعَ مَنْ ؟!
فَقالَتْ لَهُ _ بِاستِهزاءٍ _ :
_ كُنْتُ في بَيتِ عَشيقي الَّذي كانَ يَنتَظِرُني !، فأنا الَّتي طَلَبتُ مِنهُ أن يَصنَعُ هذهِ البِركَةَ أمامَ بَيتِهِ لِكَي أزلَقَ فيها وٕ يَحصلُ ما حَصَل !
فَرَمَى الزَّوجُ دَفتَرَهُ بَعيدًا وَ ضَرَبَ رَأسَهُ وَ أنشَدَ :
١.دَوَّنْتُ ( حِيلَةَ نِسوانٍ )عَلى الوَرَقِ
لكِنَّما سَبَقَتْني (حِيلَةَ الزَّلَقِ ) !
٢. كَيدُ النِّساءِ عَجيبٌ لَستُ أغلِبُهُ
لَهُ التَّنَوُّعُ في الأَشكالِ وَ الطُّرُقِ !
٣ . بَعضُ النِّساءِ بِحارٌ لا أَمانَ لَها
فَلَيسَ يَأمَنُ بَحَّارٌ مِنَ الغَرَقِ !