مشكلة غلاء الأسعار من المشكلات التي تواجه الشعوب والأفراد , لكن إذا كان هذا الارتفاع غير منطقي وغير طبيعي فإن له أسبابه غير المنطقية وغير الطبيعية أيضا”
نريد أن نعلم ونتفحص جيدا من يستقوى على من، هل التاجر هو المتسبب في ارتفاع الأسعار، أم الحكومة هي من تخدع المواطن وتعطي بعض المسكنات في الظاهر وفي الباطن تضع يدها في يدي التاجر مما تسبب الضرر للمواطن؟.
في الماضي كانوا يطلقون على مصر بلد الخير والطعام، حين تعيش في مصر لن تجوع ابدا فكان هناك مقولة تقول لو معاك جنية واحد تستطيع أن تاكل وتأمن بخلاف اي بلد آخر في العالم،لكن ما تشهده مصر الأن هو حالة من التقشف نتيجة ارتفاعات مبالغة في أسعار السلع مما تأثر بها الجميع بخلاف قله قليلة يستطيعون أن يعيشون في امان واطمئنان هم وعائلاتهم فهؤلاء أصحاب البزنس والمليارات.
لاشك أن الأزمة العالمية نتيجة كورونا والحروب قد يكون لها دور في التأثير على اقتصاديات بعض الدول، وخصوصاً الدول المستهلكة التي لم تنتج ولكن ليس كل الأزمة راجعة لكورونا والحروب فنحن قد اهدرنا أيضا عشرات المليارات من الدولارات.
فكان من الأولى الأخذ بأولويات تفضل على أولويات، بمعنى لو كنا وجهنا بعض هذه المليارات التي أنفقت على الطرق والكباري في بناء مدينة صناعية حقيقية تتنوع في الصناعة وإخراج منتج محترم نستطيع أن نصدره للخارج ونستقطب به عملة إجنبية نرفع بها من قدر الاقتصاد وتحسين معيشة المواطن اعتقد كانت الأمور هتختلف كثيرا.
مع العلم بأن مصر في احتياج إلى انشاء طرق جديدة ومحاور وبنية تحتية حقيقية لتساعد على الخدمة والتنقل بكل سهولة لكن الأولويات كانت أفضل تتجه للصناعة والزراعة والعلم، فبالعلم تنهض الأمم وتحقق المعجزات ليس بالطرق والكباري والحجر.
كنت اتمنى توقيع اتفاقيات مع اخواننا في الخليج على بعض الاشياء التي يستوردونها من الخارج ونكتب بينهم معاهدات بأننا سنقوم بإنشاء مصانع توفر احتياجاتهم من الصادرات التي يدفعون فيها مليارات الدولارات والتي تساعد الغرب على الاستقواء علينا كعرب بأموال العرب، فكنا نستطيع فعل ذلك وتحقيق المعجزات.
كما أننا لم نواجه الازمات بطريقة علمية و احترافية فلدينا عشوائية في كل شيء، فإذا نظرنا للعالم الغربي وكيفية مواجهة الازمات، سنجد إن العديد من بلدان العالم الغربي قد اتخذت إجراءات مختلفة لمواجهة عبء التضخم وارتفاع الأسعار.
وذلك بتخفيض سعر الطاقة وتقليل الضرائب على المواطنين لتخفيف العبيء عليهم بخلاف ما نشهده في أوطاننا من عمليات استقواء من الحكومات على مواطنيها، فإذا نظرنا لذلك وما يفعله الغرب مع مواطنيها، سنعرف جيدا لماذا يذهب العرب الى بلاد الغرب ويعيشون هناك ويتركون أوطانهم ويجنسون بجزيئات اجنبية، ويؤسفني أن أقول إننا ننبهر بالغرب ولكن نأخذ منهم السلبيات ونترك الإيجابيات نريد حكومة تكون رحيمة بالشعب ولن تستقوى على الضعفاء من مواطنيها