ما من نفسٍ دبت فيها الروح على أرض مصر ماضياً وحالاً واستقبالاً، واستنشقت بنسيم الإسلام وهبت على نواحيها عبير الإيمان، وقُبضت على شعبة الإيمان، إلا وهي في ميزان عمرو بن العاص رضي الله عنه عدد الأيام والشهور والأزمان..
وما من نفسٍ صلّت صلاةً فرضاً أو نافلة، وجاهدت بالمال واللسان والقافلة، وتصدقت وصامت، وجّادت وعلى التوحيد مّاتت.. إلا كانت في ميزان عمرو بن العاص ، فاتح مصر الأغر، وأعظم رجالات مصر أبد الدهر ….
وعظمة عمرو في رغبته العارمة في فتح مصر، لينزل على رغبته الخليفة عمر بعد مداولات ومشاورات، تمخض عنها القرار الصائب والثاقب الذي فسر عبقرية أرطبون العرب وداهية العرب، بفتح فارق مبارك لبيضة الأمصار مصر …
ألفٌ وثلاثمائة وستون عاماً على وفاة هذا العنوان الخالد التالد على ناصية مصر وفي قلبها، والآخذ الحق بصحيح قبلتها، هبة الله لأهل مصر، الذي حررها من جثامة وضراوة الرومان الكاثوليك، مغرراً بحصنها المنيع الموسوم ببابليون، وباسطُ القسطّاس مع نصارى مصر الأرثوذكس، بعد تخليصهم من الروم الكاثوليك ، ثم به مؤسساً لأقدم وأعتق المساجد على أرضها، والأول والأعرق في أفريقيا كلها…
رضي الله عن رجل توجته قلادة الفخامة من رسول الله ( أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص )
رضوان الله على أرطبون العرب عمرو بن العاص…