في بلادي
يبكي الحمام
كأغنية في الصحراء
ذابت و ذاب دمي
سرت وحدي
لأجمع أشلائي
فامشي مثلي
أيها الظبي
يا أولَ الكلماتِ
وظلُّكِ فرحماما
الى قبري
فتعرى دمي
و دمي ضاع في جسدي
وعلى شباك يتيم ضاق دمي
ثم اتسع الماء في هيئتي
و أرى كل أسلحتي معك احترقت و تشرد جمري في أشجار الظلام
وحده جمري يغنيني عن شرفات الكلام
في بلادي
أخشى من الخطو وحدي
فأزرع قمحا بكفي
كي يكبر الحزن بعدي
و سهمي وحده فر من القوس
خذني بعيدا
يا أيها اللص واشرب دمي
فغدي صار يشبهني
وحده ضاع في الريح
فاغزل من أضلعي
وطنا للبحر
فيا أيها البحر علم دمي
كيف يطفو على السطح
من سرق الماء ؟
من سرق العشب ؟
من سرق الظل ؟
من سرق النهر ؟
من سرق البحر ؟
من سرق النفط ؟
من سرق الغاز ؟
من سرق الحلم ؟
من سرق الضوء ؟
من سرق الغيم ؟
من سرق الشمس ؟
من سرق الصمت ؟
من سرق الرمل ؟
يا أيها اللص
وحدك تنجو من المعنى
في بلادي
أوقظ في الليل
حزنا ثقيلا و بعض دمي
أيها الحزن مازال عندي شك
دمي الآن مثلي
خذ عمري و يقيني
واعرج في أشجار السماء
تعالي أرجوحتي
نتقاسم بعض الضباب
فلا خبز لي
قد تفتَّح ورداً
في جسدي
واللصوص تصير حماما ترفرف
مثل غزال منفي في بقايا الرمل
و هذا الظلام
تعرى
تعرى
تعرى
ثم تدلى على هيئتي
مر بي لص من ماء و طين
و سار على الماء متكأ
ذبت ذاب اللصوص و هم يقتلون أبي
يقتلون دمي
يقتلون الحنايا في ذا الحريق
يخيطون من لحمي
وردا عاشقا و بوار
و هم في الليل يذوبون جمرا على لغتي
واللصوص يحبون هذا المدى
يسرقون البياض / الظلام /
دمي
فكأنك أغنيتي
وكأنك ليلي الطويل
تعال كما الريح تأتي خالية
الا من دمي
في بلادي
و هذي السماء البهية
تحبو على الأرض و الأرض تأتي بالليل
في الليل يحكمنا العسكر
والرضابُ / البكاء / الرذ اذ /الشغاف /الهشاشة
كأس من الماء
اني مللت من الملح
حين يغني
و ظله بعثرني
خلف جرحي
يا أيها الجندي
لم تزل تسقي الناس من ريقي
آه يا حكمة القبر
قلبي بين المسافة و الريح
لا يستريح
فخذ من دمي وطنا
وأنا وحدي في الغيمات
أرسم ظلي الجريح
وخذ سيف ابني وحارب
أتركني كي
أنام على حجر
والناس على جسدي ركع
في بلادي
يا حافر القبر هذا دمي
ادفنه في ظلي
و توسد دمي
ربما حزني أفناني
و الحصان الذي لفه البرد
أهدى صهيله للبحر كي لا ينام
و آنس نارا
و آوى الى الظل
ثم غدا أفقا شاحبا
في الزحام تعرى
ثم تغرب في حضرتي
يا حافر القبر رحت أخط مجازي على القبر و الريح ترقبني
هزت شالها ثم راحت الى شرفتي
لوحت للطين و ظلي ينزف في الضوء
حاولت سترك
عريتني
ثم بعثرتني
في بلادي
يحكمنا العسكر
و شواظ من النار
هبني جمرا
و هذي الفراشات عطر أبي
آه يا شعبي
سرقوا منا الضوء
من يطفىء الضوء الا أنا و الضباب
و بعض الأحبة في الريح ذابوا
سأشعل كفي
للكرماء و أمنح حبي للصمت
و الصمت عود ثقاب
فيا ساقي الماء
أرجوحتي تشتهي قتلي
آه يا قاتلي
أدفني في قبر كي أنام
وكنت أرتق ثوبي
كي لا أرى قاتلي
في بلادي
أصطاد نفسي
أنا سيء /بائس / جثة
أحمل الآ ن سيفي
أقاتل وحدي
ووحدي أقاتل نفسي
ووجهي يمشي وحيدا في الليل
يا حافر القبر مهلا
هذا التراب يسيح على خدي
آه يا حافر القبر لا لون لي
لا بكاء
فرتق بكارتك الأولى في الليل
ووحدي أطل على شرفتي
ثم أحضن أهلي
و أخاف من النار
فالنار يا مولاي دم
قد تفتح في جثتي
مولاي انا لم أمت حين ذاب السهم على قلبي
آه يا بائع الموت
أمشي بلا جهة
كان الماء مرآة
وأنا لم أكن طين
أشتهي غيمتي
ربما كنت عكازا وأنا الأعمى
الجزائر