على شرفات غيابك أهديك بعض نثريات
لم اقول ولن اقول قصائدي لانني اعتلي صهوة الخواطر .
لست شاعرة ولكن الإحساس غلاب
البس لغة الحروف والإبداع
بصمة حرفي حاضرة
رغم زوبعة الأقوال
كونوا كالقيامة فكلي ايمان
يا حضنَ أحلامي،
بعثرني الغيابُ حتى سكنت خفافيشُ الوجع كهوف قلبي،
وملأت أشباحُ الظلام نورَ سمائي،
وصار الضوءُ أنينًا يتسكع فوق حوافِّ الضياع.
من يعرف صوتي حين يخاف؟
من يقرأ الخيبات في بؤبؤ عيني؟
من يواسي ملامحي الملقاة على قارعة الحزن؟
من يعلّمني أن أصلي صلاة الصبر عند كل فجر،
أن أتوضأ بماء حسن الظن،
أن أزيّن قدري بورود الأمل كل صباح؟
ومن يهديني من لمسة يده نفسًا عميقًا،
أقطع به أصعب المسافات،
وأختصر به العمر إلى قبساتٍ من نور،
أجمعها نوافل تتوشح بها أذني،
فإذا مررت بمحطات التعب،
لمستها، وتذكرت أنفاسًا
زفيرها صبر،
وشهيقها خير؟
يا عكازة أيامي،
مات الشعر،
وما بقي منه سوى أغنية حزينة،
نشيد وطن تائه يدوي صوته في كل القوافي،
وتُصبح أشعاري نداءً على شفاه البعد،
وترثي الأبجديات حروف الهجاء،
وتبكي نثرياتي فقدَ الكلام،
وتعلن الحداد أمام أبواب الذكريات.
عكازتي،
كيف الهروب وأنت تسكنني؟
وكيف الرحيل وأنا أختبئ فيك؟
ولهفة الشوق تقتلني،
وحنين الوجد يشنقني بمقصلة الغياب.
عكازتي،
نخرها الغياب،
وتركَني هباءً مكسورًا،
حروفًا موجوعة،
ونثرياتٍ تلفظ آخر أنينها بين يدي اللهفة.
نثريات زهرة الحروف