أما عن حبي، فهو مملكة انهارت، عرشٌ تحطم تحت وطأة غزو لا يُقاوَم، وملكة خُلعت عن سلطانها، وسُلبت منها حقوقها… حتى قلبها.
قدتُ جيوشا من الرجال، وأسقطتُ قلاعا من العشق، كنتُ الحاكمة التي لا تُهزم، وسلطانة القلوب التي لا يُمسّ عرشها.
لكن وحدك… أنت، من جردني من سيفي، وأسقطني عن عرشي، وانتزعني من ذاتي.
أضرمتَ النار في حصوني، وأذبتَ جليد قلبي بنظرة واحدة من عينيك.
سيطرتُ على القلوب ببرودي، فجعلتني أسيرة نارك، ولهيبك، وصوتك الذي يسري في أذني كسمّ العاشق الملعون.
كنتُ أعلم أنني لن أنجو من حبك، ومع ذلك، رفعت راية الحرب.
جهزتُ جيشي بكبريائي، وتسلّحتُ بكرامتي، وخبأتُ ضعفي تحت رايةٍ كُتب عليها: “لن أسقط”.
لكنني سقطت… وكنتَ أنت الأرض التي ارتطمتُ بها، والسماء التي احتميتُ بها، والسجن الذي رضيتُ به، والقيد الذي اخترته.
حاولتُ الفرار، فوجدتُ نفسي أغرق بك أكثر.
قاومت، فابتلعتني أمواجك، وكلما حاولت النجاة، اجتاحتني رغبة جديدة فيك.
وحين قررتُ نفيك من قلبي، وجدتني قد بنيت لك فيه قصرا، وجلستُ على بابه أترقب عودتك.
وأحببتك… فما عاد في الكون وجه غير وجهك يثير دهشتي.
وأحببتك… فلا أحد بعدك يقدر أن يتغلغل في روحي.
وأحببتك… حتى صرتَ أنت أنا، وصار الشوق لك دمي، والحنين إليك أنفاسي.
كل لغات الحب تخونني في حضرتك، وكل الكلمات تصبح ضئيلة أمام طوفان عشقي لك.
أنت اللعنة التي تمنيتها، والهلاك الذي هرولت إليه، والدمار الذي لم أقاومه.
فكن قدري، وكن ضعفي، وكن كل ما أخشاه، وكل ما أريده…
فأنا… لا أريد إلا أن أحبك.
حدّ الذوبان..
حدّ التلاشي..
حدّ الهلاك فيك..