كن خياليًا ترى الأشياء بمنظورك الخاص، لا تكن واقعيًا تبصر الأشياء كما يبصرها غيرك، افعل ما تراه يحقق ذاتك وقتما تريد، بحسب هواك وبحسب رؤيتك الخاصة بك، تذكر أنك تحيا في عالم مهووس، عالم يطنطن باسم حرية مكذوبة تسعى لطمس هويتك الشخصية ما أمكن لها ذلك، عليك أن تحتفظ ببصمتك الخاصة، بطفرتك الفكرية المميزة لك، احذر الانصياع خلف رغبة أعدها لك أعداؤك، امض في طريقك مرفوع الهامة غير مكترث لآرائهم، غير منتظر لأحكام أغلبها جائرة ظالمة.
لا تخش من تمردك المفاجئ فهو رد فعل طبيعي لمعركة حسم الجدل، فهو محاولة جادة منك للقضاء على صراع طويل من شعور بإقدامك وإحجامك عن كل جديد بلا داع وبلا هدف، إنه نتاج فكري لمخاض تبعث فيه نفسك بشكل آخر وبهيئة أخرى، لا تبالغ في الاهتمام بحسابات المنطق؛ فهذه المنطقة الحيوية لا تفضله، إنها تتبنى المجازفة وروح المغامرة، كن مستعدًا لخوض تجربتك الفريدة دون خوف من إخفاق أو فشل.
قارن بين نجاحات الآخرين، استعرض ركائزها التي ميزتها عن غيرها، جسدتها بما يتفق مع عبقرية صانعيها الذين امتلكوا مواهبًا فريدة وخاصة، ستكتشف حينها أن شجاعة اتخاذ القرار هى الخطوة الأولى التي اتبعوها لتحقيق مجدهم بعد أن خرجوا من منطقة ترددهم وتركوا مثالية في تفكير بديهي متوقع ومرتقب.
ستجد أنهم كانوا يعتزلون البعض، يقللون من تفاعلهم مع محيطهم، إنهم يعلمون تمام العلم بأنهم في مرحلة انتقالية بين واقع مثالي منطقي وبين مجازفة تدفع بهم للخروج من دوائر أمانهم، لا تقارن نفسك بهم في البداية، لا تتعجل نجاحك؛ فهم لم يتعجلوا نجاحهم -اصبر- وأنت تتقدم ببطء، احتمل فأنت لم تزل في البداية، انتظر حتى يأتيك يوم تجد فيه نفسك تجاورهم بأعلى قممهم.
لا تنشغل بإيجاد صورة مكتملة لأهدافك، لا تلق بنفسك داخل حلبة مصارعة لست مؤهلًا لخوض معركتها بعد، تذكر أن الأيام ستمهلك بعض الوقت لتشاهد قفزتك الحرة حين تخرج عن المألوف، وتعلن تمردك على الواقع، ستتابع الأيام تقدمك لتتأكد من اتباعك لطريق مختلف لا تصبح من بعده عاديًا، مألوفًا ومكررًا.
ستبارك الأقدار خروجك الفوري من شرنقة التبعية التي ألقت بك في دوامة الدوائر المفرغة، لا تخش المواجهة الحتمية مع إخفاق ينتظرك؛ فالحياة بأكملها تجربة خاضعة للنجاح أو الفشل، لا تقبل بمقترحات بديهية تكبل أفكارك، لا تسمح لأحد أن يشكلك كما أراد هو، اقترب ثم حاول، وفي النهاية سيكفيك شرف المحاولة.
عادة ما تكون القرارات الآمنة متكررة ومملة، فهى في الغالب التي ستزج بك في تلك المنطقة الرمادية المعتادة، ستوقفك تحت سقف منخفض لا يتسق مع حجم طموحاتك وفخامة رؤيتك لإمكاناتك وقدراتك العالية، الحكمة تقول إنه من الأفضل أن تندم على ما فعلت على أن تندم على ما لم تفعل، لا تنتظر الكمال وخض تجاربك، ارصد مراحل تحقيق نجاحاتك أولًا بأول.
قد نخطئ أحيانًا في تقدير أنفسنا فالإنسان ابن الخطأ، لكن الخطأ الأكبر ينحصر في عدم اعترافنا بخطئنا، بل وقد يمتد الأمر لإلصاق تهمة إخفاقنا بغيرنا، متعة الذات تتجلى في مرونتنا، في تقبلنا للنقد ما دام نقدًا بناءً هادفًا، لتكتمل شجاعتنا به عندما نوجهه نحن لأنفسنا بأنفسنا.