لقد انتهت المحكمة إلى حكمها، فكان العدل هو الفصل، وكان القانون هو الناطق باسم الضمير الجمعي لأمة ترفض أن تمس طفولتها بسوء.
ولكن هناك أصوات خبيثة تطل من بين الظلام، تحاول أن تسمم الفرحة بالتشكيك، وتلبس الحق ثياب الأوهام.
أيها الأصدقاء :
يا كل أهل مصر :
لا تنخدعوا! فالعدالة لم تكن يوما مسرحية تؤلفها الحكومة لتهدئة الرأي العام، ولم تكن أبدا لعبة يدار بها مصير المجرمين.
قضاء مصر الشامخ مسار طويل وواضح يحاسب كل يد تخطئ، ويساءل كل سلطة تقصر.
لقد تم عزل المديرة والمربية، وبدأت التحقيقات مع كلّ من له صلة بالجريمة.
فهل يعقل بعد هذا أن يقال إن الحكم بالمؤبد من أول جلسة مسكن ، أو أن الإجراءات مؤقتة؟
أيعقل أن ننكر جهود الدولة وهي تحاسب المخطئين واحداً تلو الآخر؟
إن القانون لا يتحركُ بعواطفنا الغاضبة سواء كانت محبة أو كارهة ، ولا يستجيب لضجيج الساحات. إنه يسير بخطى ثابتة، يحقق في كل زاوية، ويحاسب كل مقصر. فلماذا نسرع بالتشكيك قبل أن تكتمل دوائر المحاسبة لكل من شارك في هذه القضية التي انتفض لها الجميع بغض النظر عن نواياهم وبياناتهم ؟
أما أولئك الذين يسألون: لِمَ لَمْ يحكم علي باقي عصابة المتهمين في نفس الجلسة؟
فكأن السائلين يريدون محاكمة استعراضية، لا محاكمة عادلة!
أيها السادة :
القضاءُ ليس سوقا يباع فيه بالصراخ،
ولا هو ميدان للعواطف العارية.
إنه ميزان دقيق، يزن الأدلة قبل الأحكام، ويحقق في كل شاردة وواردة قبل أن يصدر حكمه النهائي.
فهل يعقل أن نطالب بإعدام المتهمين قبل أن تسمع أقوالهم؟ هل هذا هو العدل الذي نريده؟
إن خبثَ هذه الأصوات لا يخفى على أحد. فهم إن لم يجدوا مجالا للطعن في الحكم نفسه، اخترعوا شكوكا حول تنفيذه. وإن لم يستطيعوا إنكار وقوع الجريمة، جعلوها فتنة طائفية.
أيها الأصدقاء :
يا كل أهل مصر :
يا شركاء الوطن :
انتبهوا! انتبهوا! انتبهوا!
فالمجرم مجرم، أيا كان دينه، وأيا كانت هويته. والطفل المعتدى عليه طفل، لا يميز بين مسلمٍ ومسيحي.
فلماذا نجر القضية إلى حيث لا تنتمي؟
لماذا نُحولُ جريمة واضحة إلى معركةٍ مذهبية؟
إن الدولة تتعامل بمنتهى الجديةِ مع هذا الملف، وهذا ليس كلاما للاستهلاك الإعلامي أو التطبيل للدولة ، بل هي حقائق تثبتها الإجراءات على الأرض. فالمتهمون في قبضة العدالة، والتحقيقات جارية مع كل المتورطين.
فلماذا نُصر على التشكيك في كل خطوة؟
أليس في هذا إهدار لجهود من يعملون ليل نهار من أجل إنصاف الضحية؟
أيها الأصدقاء :
يا كل أهل مصر :
يا شركاء الوطن :
انتبهوا! انتبهوا! انتبهوا!
بلاش تشكيك في كل شيء!
بلاش تحويل كل قضية إلى مؤامرة!
بلاش نشعل نار الفتنة حيث لا فتنة.
مصرُ أكبر من أن تجر إلى حروب جانبية.
فلنترك القانون يعمل،
ولنثق بأن العدالة سترجع حق كل مظلوم.
في النهاية :
تذكروا:
المجرم عدو المجتمع كله، بغض النظر عن دينه أو طائفته.
والعدالة لا تعرف إلا الحق.
فمن أراد التشكيك، فليقدم دليلا.
ومن أراد الطعن، فليثبت زيفا.
أما أن نطلق الاتهاماتِ جزافا، فهذا ليس من العدل في شيء.
اللهم احفظ مصر وأهلها وقيادتها من كل سوء يارب العالمين.
اللهم احفظ مصر وأهلها وقيادتها من كل سوء يارب العالمين.