..وامبراطورية الكذب هذه ليس لها من عنوان ومقر سوى الكيان الصهيوني..ولها أفرع ومراكز رئيسية في عواصم عالمية كبرى وشركاء اصليون متحالفون ومؤسسون ومحرضون على الكذب والإيمان به حتى ولو كان مخالفا لابسط قواعد العقل اولا والقانون الدولي أو الاعراف الإنسانية ومبادئ الأديان السماوية..
الصهاينة برعوا وابدعوا في عالم الكذب حتى صدموا البشرية بأنواع ونماذج غير مسبوقة في عالم الكذب والخداع والخسة والندالة واللاانسانية والوحشية المجرمة المتوحشة..حققوا مستويات غير مألوفة من الكذب في عالم البشر فضلا عن الأكاذيب التاريخية وعمليات تزييف الحقائق والعبث بالعقول واحتراف الخداع والتضليل وإثارة الفتن .. فقد شهدنا احدث صيحات الكذب وتوظيفه بمهارة ظهرت بوضوح في إدارة الحرب على غزة .. ابشع واشنع حرب عرفها التاريخ الحديث والمعاصر فاق فيها القتل والتدمير ما عرفته البشرية في قرونها المتأخرة.
الحرب الفاجرة على غزة بدأها العدو بكذبة كبيرة ألقاها من فوق جبل الكذب الجليدي في الاسكا وظلت تتدحرج من البيت الذي كان ابيضا حتى مرت بالعواصم الأوروبية في لندن وبرلين وباريس وغيرها للتحالف مع منبع الكذب في تل ابيب..
وتتوالى الكذبات الواحدة تلو الأخرى حتى اغرقوا العالم والأمم المتحدة بموجات توسنامي كذبية فاضحة..ولن تنتهي الحرب ايضا الا بكذبة يجهزون لها وهم في ذل الحيرة والارتباك يزعمون ويوهمون أنفسهم بنصر ما..نصر لم ولن يشموا ريحه يوما بفضل الله..
وللاسف الشديد سقط الكثيرون في فخاخ الكذب الصهيونية البعض فاق منها متأخرا والبعض يقاوم ويكابر بحثا عن مخرج يحفظ ماء الوجه بعد الفضائح المدوية للكذب الذي خدع القوى الكبرى في العالم وورطها في حرب الإبادة والتطهير العرقي وباتت مشاركة في صنع واستمرار اسوأ كارثة إنسانية ارضاء لاوهام عتاة المتطرفين الصهاينة..
برع الصهاينة في الكذب منذ اليوم الأول للحركة الصهيونية العالمية .. واحترفوا تزييف التاريخ لصناعة سردية خاصة بهم تلغي الآخرين او الاغيار بتعبيرهم وتبيد معالمهم وتمحو أية آثار لهم..أنهم على ما يبدو كذابون حتى النخاع جيناتهم هي الخلطة السحرية للكذب والكذابين ..فهم محترفو إبادة وتطهير عرقي تحت وطأة نعرة التفوق العرقي المجنونة وأنهم الشعب المختار وما عداهم فهم من الاغيار الاشرار .. فدبجوا الكذبات وراء الكذبات واصدروا الكتب والدراسات ليس هذا فحسب بل انشأوا علما خاصا بهم علم الآثار التوراتي..واختلاق القصص والحكايات الوهمية لإثبات مقولات ومزاعم صهيونية بشبهات توراتية وتلمودية.
لم يزعجني كذبهم على مصر في محكمة العدل الدولية واتهامها ظلما وبهتانا بأنها تغلق معبر رفح في وجه المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين المحاصرين في غزة!!لم تزعجني كذباتهم لأنها صادرة عن عدو محترف صناعة الكذب وإثارة الفتن بكل ما أوتي من قوة..عدو لا يدير معاركه مع العالم الا بالكذب..بل إنه يربي رعاياه على الكذب في كل شئون حياتهم اليومية وغيرها..
فالكذب عندهم منهج واستراتيجية حتى في أسس بناء وتكوين الشخصية الصهيونية المعاصرة وهو ما انعكس بوضوح وقوة في منهج التربية والتعليم في المدارس والجامعات..فكل الكتب وبحسب الدراسات العلمية الموثوقة سعت لشيطنة العرب وتجريدهم من إنسانيتهم ووصفهم بالخونة العدوانيين المتخلفين والمجرمين والخاطفين القذرين والمبادرين دوما نحو التدمير.
ويكفي الإشارة لىشهادة البروفيسور “داني بارل طال” في كتابه “تأثير عملية السلام على مضامين كتب التدريس” صدر عام 1997يقول:”إن من يعتقد أن تغييراً جدياً طرأ على كتب التدريس منذ عام 1953 وحتى اتفاقية أوسلو تكون خيبة الأمل من نصيبه ففي البحث الذي أجريته على كتب التعليم التي أُلّفت بعد أوسلو في سنوات 1995 ـ 1996 وجدت أن التغيرات التي أُجريت على المناهج الإسرائيلية لم تكن سوى تغييرات تجميلية وبعد أن قمت بتحليل (124) كتاباً في اللغة الأدب العبري، التاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية المقررة كلها للتدريس بعد عام 1944 وجدت أن غالبية هذه الكتب تشدد على بطولة الشعب اليهودي وتبرزه بشكل فوقي سوبرماني فهو صاحب قضية عادلة يحارب من أجلها ضد عدو عربي ومسلم يرفض الاعتراف بوجود الشعب اليهودي في (إسرائيل “.
والامر لا يختلف كثيرا في الاعلام ووسائله المختلفة وفي العلاقات السياسية والدولية وغيرها.امر غير مستغرب فمسلسل الكذب عند اليهود بدأ مع الله سبحانه وتعالى تمردوا وعاندوا وتطاولوا على ذات الله العلية وقالوا يد الله مغلولة ..غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا..وقالوا إن الله فقير ونحن أغنياء..وقتلوا الانبياء بغير حق..وجادلوا الله في بقرة..
وعداوتهم للإنسانية عامة وللمؤمنين خاصة سجلها القران الكريم في اكثر من اية كما في قوله تعالى (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ).
لنترك الان التاريخ القديم جانبا رغم أهميته فله حديث آخر. نركز على العصر الحديث ومنذ نشاة الكيان كان المؤسسون الاوائل مهتمون للغاية بصناعة الكذب واحتراف الإبادة والتطهير العرقي لأصحاب الحقوق الاصلين.أدركوا منذ الوهلة الاولى أن لا حياة لهم مع الحق والحقيقة وأنها وبال ولعنة عليهم أينما ذهبوا.لذلك آثروا العيش في جحيم الكذب المتصل والمتواصل والمتلاحق على مر التاريخ..
لقد حددوا منذ البداية الأهداف المرجوة والمطلوب تحقيقها من الكذب وضرورة الاعتماد على السرديات الكاذبة والمكذوبة دون أي اعتبار لردود أفعال أو حركات امتعاض أو رفض أو اي نداءات تخرج قطار الكذب عن القضبان.. فمن غير المسموح لأحد أن يعطل مسيرة الكذب حتى ولو افتضح الأمر وفاحت الروائح الكريهة أرجاء المعمورة..
لم يكن هدف الصهاينة من الكذب تبرير احتلال الأرض وانتزاعها من أصحابها بالابادة والتطهير العرقي بكل الطرق بل تزييف الحقائق التاريخية ايضا لخدمة الأهداف الاستعمارية..ولذلك لم يكن غريبا أن تخترع ما يسمى بعلم الاثار التوراتي والمصنف ضمن أحد فروع علم الآثار الزائف بحسب تعبير الأكاديمي العراقي خزعل الماجدي المتخصص في علم وتاريخ الأديان والحضارات القديمة..
إسرائيل حاولت جاهدة من خلال الأكاذيب التنصل من كونها المشروع الاستيطاني أو دولة استعمارية توسعية انطلاقا من كذبة كبرى صنعتها وتحاول إرغام العالم على تصديقها وهي أنهم أصحاب حق تاريخي في الأرض حق توراتي منذ آلاف السنين قبل الميلاد..واعتمدت لذلك لغة سياسية خاصة صممت لتجعل الأكاذيب تلبس ثوب الحقيقة..
ينبغي أن نشير هنا إلى أن خطورة الكذب الإسرائيلي..صناعة وممارسة ليس لكونه إسرائيليا ولكن بالنظر للحالة التى نجح الكذابون في خلقها وتزيينها بهالات من الوهم حول سردية الأكاذيب المتواصلة بحيث تحظى بقبول ودعم من الحلفاء والمتحالفين معها ظلما وعدوانا.. بحيث تصبح السردية الصهيونية هي المصدقة والمسموح لها أن تمر عبر كل الوسائط ويتم توفير الحماية لها والعمل على فرضها على العالم والتحدث والتشدق بها في كل مكان والا فانتظروا الويل وكل الويل والثبور وعظائم الأمور.. لذلك لا عجب أن يتبنى قادة ورؤساء لقوى كبرى السردية الصهيونية رغم كذبها ويرددونها كالببغاوات صباح مساء بل ويدافعون عنها بكل قوة .. وليس أدل على ذلك من أكذوبة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها أمام قوى المقاومة الوطنية الشريفة..وهي مقولة ليست كاذبة فقط ولكنها تتعارض مع القانون الدولي وأبسط قواعد العقل والمنطق العلمي والإنساني
وللحديث بقية
والله المستعان..
megahedkh@hotmail.com