أما بعد..
فقد شغفني الحزن..
أتعرف؟!..
لتلك الدرجة المخيفة..
حتى بتُّ لاأخشى سقوطَ الأشياءِ فوقَ قلبي..
ولا نداءاتِ المحذرين..
(عُدْ..
فأنت هالكٌ إن مضيتَ)..
عُد..
فالدرب مظلم..
والبلوغ محال..
لا آبه يا صديقي..
لم أعد أهتم كثيرا..
وكأني أقود قلبي إلى مواطن العثرات..
أو ربما..
أضحى النزف راحة لشراييني..
من بعد طول تشرذم وشتات..
لم أعد أخاف..
فأنا الآن أعتمُ من أن تُفصحَ الجحيمُ في صدري عن بشاعة الخذلان، وقسوة الخيبة..
أطفأُ من أن تخيفني ملامح الأشباح..
وأصواتهم..
أضحت أبواق صمت..
تضيع في جهالة السرداب..
لا أعرف، من أوقظ كل هذا الموت؟!..
من قذف حجر الغواية على نخل الضلوع..
حتى يلقي ثمار الأنين..
على الشوارع الخالية..
على الأرصفة القديمة..
على الأغنيات،،،
ومحطات الرحيل..
على صافرات القطارات..
والحقائب..
ودوي الريح..
وعلى العابرين..
حتى ولو كانوا غرباء..
ترى..
بأي حقٍ امتلكَ كل هؤلاء سخاء وجعي..
وبأي جرمٍ رُجمت؟!..