جاءَت وعيونها تلهثُ من عطشِِ العشق
قالت…. علّمني دينَ عشقك….
فالنظر إلى عينيك يورّث الكفر
لا أريد ديناً بالمقلوب… أريد ديناً يقلبني رأساً على عَقِب……
قال…..أتركي قلبكِ وأتبعيني.. على أن لا تخبري عن ديني أحداً
عانقت عيونها عيونهُ بصمت…حتى ساح كُحلها على الخد….
قالت… كم يبقى لي منك إن تركتَ قلبي
قال… يبقى عندكِ العقل
قالت… وما فائدةُ العقلِ بلا قلب ؟
قال… بل ما فائدةُ القلبِ بلا عقل !
أتذكُرين أيتها الصحراء عندما أمتطيتُ رمالكِ الصفراء بقدمينِ حافيتينِ متشقّقتينِ… ووجهٍ مليءٍ بالفقرِ يحيطُ شفتيه طنينُ الذباب… وشَعرٍ أشعث تلّون بلون وجهكِ المكفهِرّ …فعلت ذلك كي أُنَقِّب في رمالكِ عن الأثر الذي يدل على المسير… والبَعرَة التي تدلُ على البعير حتى يطمئن قلبي لقولِ ذلك البدوي ( فسماءٌ ذاتُ أبراجٍ وأرض ٌ ذاتُ فجاجٍ وبحارٌ ذات أمواجٍ ألا تدل على السميع البصير؟ ) . كنت أُنَقِّب عن التوحيد الحقيقي…لعلّي أجده في رمالكِ.. بعد أن يئست من وجوده في دكاكين الكهنة
أيتها الصحراء الحنونة أنهم يحاصرّونني …وينصبون شِباك حيلّهم الشرعيّة ليسقطوا حصن التوحيد الذي تعلمته من فلسفة رمالكِ… أنهم مدججين بضحكات إستهزاء…ودغدغات عابثة في خارطة تفكيري… أشعر بها بفعل خربشات أظافرهم في عقلي…تريد أن تقول لي أنا ربكم الأعلى…..
أيتها الصحراء العاشقة أنهم يتسلقون خلايا عقلي….ويتكالبون على جسدي متشبثين بجذعٍ أملس كالأقزام يريدونني أن أكون إِمَّعة
أيتها الصحراء الودودة..دينُ عشقي أن تتوحد الروحَ مع الجسد … وينصهرُ القلب بالعقل!!!
