عبسَ وبسرَ وشحبَ الرابع من مارس ، لموت الضرغم والليث الصهور وسيد الفوارس، حامي الديار والأقطار والأمصار، ماحي الكفر وماحق الضيم والفجار…
في هذا اليوم المُتربد، منذ ثمانية قرون ونيف، استودع المسلمون قائدهم الميمون، في ملحمة يتباكون، وعلى إيقاع الرزية ينعون، شعراً ونثراً مجيدون…
فمن ذا الذي لا يأبه بمحرر مصر من لوثة العُبيديين، والآخذ بناصيتها إلى سنة سيد النبيين؟
ومن ذا الذي جاوز فضله وبلغ مُده أو نَصيفه في رفعة فلسطين ؟
ومن لا يعرف قائد المسلمين في حطين ؟
فأنىّ يَعزُبُ عن الذاكرة خالد الذكر صلاح الدين ؟؟
قضى نحبه في مثل هذا اليوم من عام 1193م… ولن تذهب مآثره ريب المنون …
الصنديد المجيد، قطب الرَحّى ومِصباح الدُجى، ليث الإسلام وتاج المجاهدين على سائر الثرى وحسبك وفلسطين….
هو في ميزان مسلمي مصر لا ريب، فقد ثبط التشيع الوغد، وثبت أركان السنة بكد… الطود الشامخ والمجاهد الراسخ، الذي اختلجته الحمية الدينية، ودثرته العقيدة الإسلامية… ابن الإسلام المنافح عن الشعاب والرقاع والأصقاع، وأيقونة الجهاد الواصب بلا رخوة ولا انقطاع..
ابن الإسلام المُستبسل عن فلسطين وإن كان كُردياً، فلم يرغب عنها أمداً ولا ملياً…
رحيبُ الجهاد، رغيبٌ للعتاد، تنضرت بانتصاراته حقيبة الأمجاد، وتلمظت بموته سموم الأوغاد….
تبكيه فلسطين بحرقة وترثيه في كل لحظة، فعلى مثله تبكي البواكي، ويكمد الكهول وتجزع الزراري،،
رحم الله صلاح الدين
ورحم الله نجم الدين
ورحم الله نور الدين
ورحم الله عماد الدين
وجعل لهم من أسمائهم نصيباً في عليين.. جزاءً لدفاعهم عن كينونة الدين والمسلمين وفلسطين.