حضرتك قد تتوقف في عنوان مقالي عند كلمة “إستثنائية” وتراها تدخل في دنيا العجائب وتتساءل: ما الذي جعلها كذلك ؟؟.. لابد أنها قامت بشيء نادر لا ترى له مثيلاً في مصر ألا إستثناء !!
وكلامك “صح” ودعني أقدمها لك في البداية إسمها بالكامل “آمال محمد أمين فكري” رحلت عن الدنيا الفانية قبل أيام إلى حياة جديدة عند ربنا ، وهي زوجة المرحوم “زكي هاشم” المحامي الدولي ، ومؤسس مكتب من أبرز مكاتب المحاماة الكبرى في بلادي ..
وسيدتي “آمال” ماتت وقد تجاوزت التسعين من عمرها وظلت حتى شهورها الأخيرة تعمل قبل وفاتها بحوالي شهر !
وهذا أمر يدخل بالطبع في دنيا العجائب ، لكنك لا يمكن أن تعتبره أمر إستثنائي لأنك يمكن أن تجد مثلها في هذا السن المتقدم من يعملون ويواصلون عطائهم !
وقد تسأل: وما الذي جعلك إذن تصف المرحومة بأنها امرأة إستثنائية فقدتها مصر ؟؟
والإجابة أنظر إلى ما كانت تفعله !!
إنها من قيادات جمعية “النور والأمل” التي تأسست عام ١٩٥٤م وتعمل في خدمة الفتيات والسيدات الكفيفات اللواتي فقدن نعمة البصر !
والجمعية بها أنشطة متعددة لا مجال لذكرها هنا من أجل تحقيق هذا الهدف ، وسيدتي “آمال” كانت مسئولة عن أصعب قسم في الجمعية وهو قسم الموسيقى ، وبفضل جهدها نجحت في إقامة فرقة موسيقية متكاملة فريدة من نوعها في العالم كله وليس في مصر وحدها مكونة بالكامل من مكفوفي البصر ، بها معظم الآلات الموسيقية وأصوات رائعة.
وقد كرست سيدتي “آمال” حياتها لهذه الرسالة من زمان جداً ، وأولى ثمارها كان في عام ١٩٧١م عندما أقامت أول حفل لهذه الفرقة الموسيقية في دار الأوبرا .. وفي عام ١٩٨٨ كان أول حفل موسيقي لجمعية “النور والأمل” في الخارج بالنمسا ، وبعدها توالت الحفلات الموسيقية .. مئات من الحفلات داخل مصر ، وأكثر من ٣٢ رحلة دولية في مختلف أنحاء العالم أبتداءً من الدول العربية والدول الأوروبية وحتى الصين وكندا وأستراليا في آخر بلاد الدنيا ..
وسيدتي الراحلة لم تكتف بذلك ، بل هي من قيادات الجمعية التي تقوم بأنشطة متعددة ، بالإضافة إلى أنها مصدر هائل للتبرعات لأنها مصدر ثقة وإعجاب من الجميع ..
وأسألك في النهاية ما رأيك في دورها بهذه الدنيا الفانية .. أليست امرأة إستثنائية فقدتها مصر كما قلت في عنواني .. لا يوجد غيرها مشرفة على فرقة موسيقية كل أعضاءها “عميان” شفاهم الله .. ونجحت هذه الفرقة الفريدة من نوعها بفضل هذه السيدة العظيمة .. رحمها الله.