كم كان الكاتب عبدالرحيم كمال ذكيًا ولامعًا حين استهل مسلسله الحشاشين بعبارة ذات مغزى: أباطيل وأبطال من وحى التاريخ، عبارة نفض بها يديه من بحر التاريخ المضطرب وغمسها فى نهر الفن الرائق، فمنحته مساحة من الحرية، يرسم شخصياته وحواراته كما يتطلبها الفن، خاصة أن تاريخ حسن الصباح وجماعته فيهما من الأساطير والأحداث ما لم يستطع مؤرخ معتبر أن يؤكد أو ينفى صحتها، فقط عناوين كبيرة عن اغتيالات حدثت، عن أعمال عنف وقعت، عن رحلات وترحيلات بين البلدان تمت، عن قلعة حصينة رفع عليها «الحشاشين» أعلامهم ما يقرب من 266 سنة، حتى اقتحمها المغول بقيادة هولاكو سنة 1256 ميلادية، وهدموا أبنيتها ومعظم جدرانها، وأحرقوا كل مقتنياتها؛ بل أنهم أعدموا كل إنسان تجاوز عمره عشر سنوات، فلم تبق إلا الأساطير والأحداث الكبرى دون تفاصيل.