يقول الفيلسوف الألماني إيمتنويل كانت: “الإحترام، أجمل ما يتركه الإنسان في قلوب الآخرين”.
ما أقرب الماضي بالحاضر، وما أقرب الأمس باليوم، هي سنين عديدة قد خلت، لكن ذكرياتها الجميلة تعلقت بعقولنا وترسخت في ذاكرتنا، تلك الذاكرة الربانية التي اختزنه وجوها نيرة، وحافظ على معالم قلوب طاهرة ونفوس زكية، منهم من قضى نحبه ومن من ينتظر وكان أمر الله مفعولا.
أتوجه اليوم من خلال مقالي هذا بخالص الشكر والتقدير إلى صديقي الإطار الرياضي “رشيد الطاهر” عصبة جهة الرباط سلا القنيطرة للقوة البدنية على حسن نيته وصدق مشاعره اتجاه قيدوم رياضة بناء الجسم والقوة البدنية وحمل الأثقال المدرب الرياضي والأب الروحي “عبد الواحد بلحاج” الذي بلغ اليوم من الكبر عتيا إذ ناهز سنه السن التسعين من عمره “أطال الله عمره، وشافاه وعافاه من كل بلية ومرض”، إذ يعتبر هذا القيدوم الرياضي من ثلاثي مؤسسي رياضة بناء الجسم ورفع الأثقال داخل مدينة القنيطرة وفي طليعتهم المرحوم المدرب الرياضي “محمد كريكبو” والقيدوم الرياضي المذكور “عبد الواحد بلحاج: إضافة إلى والد المدرب الحالي “كريم”، كل هؤلاء الثلاثة عشقوا الرياضة بحب وشغف، وكان لهم الفضل الكبير في إشعاع هاته الرياضة المتميز عبر أرجاء المدينة ومناطقها السكنية، مما أفرز لنا جيلا من الأبطال الرياضيين الذين تسنى لهم بدورهم تمثيل مدينتهم وأحيانا أخرى رفع علم وطنهم ضمن مختلف المحافل والمباريات الدولية.
ويأتي هذا التكريم الرياضي المشار إليه أعلاه، كتعبير خالص عن مدى وفاء الرياضيين الحاليين لمدربيهم القدامى، وكذا عن عميق حبهم إزاءهم نظير ما أسدوه إليهم في سابق العهد من جليل الخدمات، وأحسن النصائح والمشورات علاوة على أنبل الارشاد التوجيه في المجال الرياضي والمجتمعي، وبالنسبة لي لن أكون جاحدا في حق المدرب الشهم والأصيل “عبد الواحد بلحاج” الذي ترعرعت على يديه رياضيا، كما ساهم بشكل كبير في توجيهي حياتيا من خلال نصائحه اليومية، وتوجيهاتية الظرفية والآنية، كما سبق لي أن عملت لديه كمدرب رياضي سنة 1989م داخل ناديه الرياضي الحالي، وأنا ممتن له بالشيء الكثير جدا، الذي لا يمكنني أن أقابله إلا بحبي الكبير له ولسائر أفراد أسرته، بحيث كنا نأكل سويا، ونتحدث في ما بيننا لمرات عديديدة كمحادثة الأب لابنه الصغير، وحقيقة أني وجدت فيه القلب الرحيم، والعقل المرشد، وبفضله تمكنت من إنجاز الشيء الكثير في مجالي الرياضي بحيث لم أصبح زمانئذ مدربا رياضيا لولا فضله وفضل المدرب الرياضي المرحوم “محمد كريكبو”.
صورتين من هاته الصورة الموثقة أسفلع تشهد على وفائي وحبي واحترامي لمدربي الرياضي أيام الومن الجميل وأنا أقبل يديه الكريمة باستحياء شديد واحترام كبير.