يؤمن المسلمون عن يقين نابع من الإسلام أن بيت المقدس و ما حوله إنما هو ارض مقدسة ، لا يمكن التفريط فيها إلا إن فرطنا في تعاليم ديننا .
و المسلمون الوحيدون في الأرض الذين يؤمنون بكل الأنبياء و الرسل و يكرمونهم و ينزهونهم عن كل نقص ، بدءا من آدم و إبراهيم و نوح و موسى و عيسي و ختاما محمد عليهم جميعا الصلاة و السلام . و ليس في الإسلام نص واحد قرآنا وسنة ينسب إلي أي نبي فاحشة ، و لا يقبل إيمان المسلم إلا إذا آمن بكل الأنبياء و أنزلهم جميعا منزلة كريمة ؛ (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) ” سورة البقر : 136″
انطلاقا من هذا الإيمان الكامل أصبح المسلمون حماة لكل التراث و المقدسات الدينية السماوية ، و حقيقة هذه المسئولية العامة و قيمتها ، لتضح إذا ما قارناها بالموقف اليهودي من الأنبياء ؛ وهو ذلك الموقف الذي لا يؤهلهم إلي أي لون من ألوان الحماية أو الهيمنة علي أي مقدسات دينية في الأرض .
إن التوراة نفسها و الإنجيل و القرآن أيضا تصفهم في مواضع عديدة بأنهم قتلة الأنبياء ، و تقول : ( قال الرب : هأنذا جالب شرا علي أورشليم و يهوذا ، و أدفعهم إلي أيدي أعدائهم غنيمة و نهبا لجميع أعدائهم لأنهم عملوا الشر في عيوني) ” سفر الملوك الثاني 21/12- 15 “
و تقول (هأنذا جالب الشر علي هذا الموضع و سكانه ؛من أجل أنهم تركوني و أوقدوا لآلهة أخري ؛ لكي يغيظوني بكل عمل أيديهم ؛ فيشتعل غضبي علي هذا الموضع و لا ينطفئ ) ” سفر الملوك الثاني ، 21/16 – 17 “
فهل يمكن أن يؤتمن أناس بهذه الصفات علي التراث الديني ، أو علي الحضارة البشرية ؟