فاتنة ،جميلة ، موهوبة فنيا ،عشقت الفن، التمثيل ،الرقص، حلمها وأعز أمنياتها أن تصبح نجمة سينمائية شاملة ،التحقت بمعهد متخصص للفنون ،نجحت في الاختبارات ،لم يستطع أحد أن ينكر موهبتها الطاغية،بدأت دراستها ،فوجئت بالذباب يحوم حولها، مابين مستخف دمه ،أخر يعلمها يعطيها خبراته، وأخر متحرش فج ، صدمت ،تأكد لها بعد رؤيتها لهذا الواقع المقرف،أنه من الصعب عليها تحقيق حلمها في وسط هذا المجتمع الآسن،لم تتنازل،اجتهدت ،رسبت في السنة الأولى ، بعد أن ذاع صيتها واشتهر ،صارت حديث الوسط ليس لموهبتها بل لجمالها الفتان ، علمت أن الأبواب موصدة ،لن يفتحها سوى تنازلها ، مما زادها تصميما على تحقيق حلمها دون تفريط، تركت الدراسة ،اختفت ،تساءل الجميع عنها ،أين ذهبت ؟،ما أخبارها ؟، حتى فوجيء الجميع بإعلان لأكبر الكازينوهات عن راقصة شرقية ،فلتة زمانها ، تناولت الصحافة ،حياتها ،صورها، حوارات صحفية ،مقابلات تليفزيونية ، انهالت عليها العروض مابين أفلام ،مسلسلات تليفزيونية ، مفاجأة أخري صدمتهم بعد تركها للدراسة بالمعهد ،نقلت نفسها لكلية الآداب ،نجحت في الليسانس بتقدير جيد جدا ، بعدها حصلت على الماجستير في الآداب ، أسست شركة انتاج فني ، عمل فيها أساتذتها السابقون ممن ضيقوا عليها الفترة التي قضتها لحين التحاقها بكلية الآداب ،أدبتهم ،واجهتهم بحقيقة أنفسهم ، لماذا تركت الدراسة ، واتجهت للرقص الشرقي؟.
عملي كراقصة أخاف مني الذئاب ذوي السلطان ، تهديداتهم بالرسوب،مساومتي بالنجاح ،أراحني من طنين الذباب المتحرش، عملي في الرقص جعل كل يلزم حده ،أي كائن يعمل للراقصة ألف حساب ، أما الطالبة الحالمة فهي بلا حول ولا قوة ،تعيش قلقا رهيبا ،متوجسة في كل حين، راقصة لا يأخذ مني كائن من كان إلا ما أريد ،صرت أنا من يضع الحدود .