بينما كنت أسير فى منطقة وسط البلد أمارس هوايتى المعتادة فى اقتناء الكتب حتى ولو لم تسمح لى ظروف الوقت بقراءتها كاملة، وقع تحت يدى هذا الكتاب الهام:
“الصحافة الوفدية والقضايا الوطنية 1919 -1936” – الجزء الثانى
للأستاذة الدكتورة نجوى كامل أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة.
- الكتاب صدر سنة 1996، وهو الجزء الثانى، ويحمل رقم (92) من سلسلة تاريخ المصريين، الصادرة عن الهيئة العامة للكتاب. والواضح أن هناك جزء أول كان قد صدر قبله بفترة طويلة، ويحمل رقم (24) من نفس السلسلة.
- ويتناول هذا الجزء نضال الصحافة الوفدية من أجل الدستور، وموقفها من دستور 1923، وموقف الصحافة من البرلمان الوفدى 1924، وموقفها من الأزمات الدستورية ونضالها من أجل عودة الحياة الدستورية وموقفها من الوزارات الائتلافية.
- هذا الكتاب .. وغيره الكثير مما أحرص على اقتناءه من الكتب يكشف بشكل واضح مدى عظمة الصحافة المصرية، ودورها على مر التاريخ، وأنها لم تكن مجرد سجل لحياة المصريين، بل كانت شريكًا فاعلًا وأداة مهمة جدًا من أدوات الحراك الوطنى على مر العصور.
- فى تاريخ الصحافة أنا مجرد قارئ .. أما فى الإدارة الصحفية فأنا باحث ومتخصص فى هذا المجال العلمى الدقيق .. ومن هذا المنطلق أقول: إن الصحافة المصرية تمر حاليًا بتحديات كبيرة: مالية وتمويلية وإدارية، ثم أضيفت لها تحديات التحول الرقمى والذكاء الاصطناعى، وما ترتب عليها من تغير فى سلوكيات القراء والمعلنين على حد سواء.
- ورغم كل ما تطرحه هذه التحديات من تهديدات لدور الصحافة ورسالتها، وما تفرضه من ضرورة البحث عن حلول “خارج الصندوق” فى ضوء العديد من التجارب العالمية الناجحة، إلا أن صحافة مصر تبقى هى الأكثر جاذبية وقوة وتأثيرًا وحيوية فى محتواها إذا ما قورنت بغيرها من التجارب الصحفية فى المنطقة.
صحافة مصر لديها تاريخ ربما يكون أقدم من تاريخ دول بأكملها.