**كانت السماء رفيقة بجمهور الأهلي الصابر الذي تفاءل خيرا بإرهاصات الليلة المباركة وذهب إلى ستاد القاهرة العريق عقب صلاة التراويح محملا بالآمال بفوز مريح للنسر الأحمر ليعوضنا على ما حدث الأسبوع الماضي على أرض سيمبا التنزاني في مياراة صعبة سيطر عليها المنافس على مدى الشوطين وكان البون بعيدا بين استحواذ الفريقين لصالح فريق الأسود التنزاني أداءا ومهارات لولا هدف الإنقاذ- للواعد كوكا -الذي عاد به فريقنا إلى القاهرة منتصرا واستقبلناه استقبال الأبطال..وحملناه الأمانة كاملة كي يمسح من ذاكرة الجماهير أحداث اللقاء التي تفاعل معها خوف مستحق من كل محبي الأهلي بل الكرة المصرية وتساءلوا جميعا كيف سيكون حال هذا الفريق إذا وصل للنهائي أمام خصم متحفز بالتأكيد.
**ورغم التشكيل المتوازن الذي اختاره كولر للمباراة جاءت المفاجأة خيبة أمل مبكرة من الجماهير الحمراء شهدوا فيها الأعاجيب والغزوات والحماس والجهد الوافر من الفريق الضيف واضطر الجنرال كولر إلى الانزواء بفريقه و تحمل الدفاع المسئولية كاملة وجذب معه لاعبي الوسط ليتخلوا عن مهمتهم الأساسية في صناعة الأهداف فندرت هجمات لاعبي المقدمة وحتى الهدف الوحيد الذي أحرزه الجد موديست ..أشار الحكم بأنه أوفسايد وأيده في ذلك الفار وتعطل لاحقا عن العمل في الشوط الثاني وربما كان ذلك من أسباب الانفراجة المفاجئة التي بدأت عكس التيار مع الشوط الثاني عندما سجل عمرو السولية الهدف الأول للاهلي من صناعة الجد موديست “المظلوم أم الظالم ؟” في الدقيقة ٤٧ وتوقعت الجماهير خيرا لكن ظل الحال على ما هو عليه ونجح سيمبا في الخروج من ثوب اليأس -خالي الوفاض- بعد أن أصبحت النتيجة لصالح الأهلي ٢ /صفر بمجموع المباراتين متفاديا الوصول إلى التعادل ثم ضربات الجزاء مثل مباراة صن داونز ويانج أفريكانز..
**ويبدو ان كولر شارك الفريق الضيف هذا الإحساس ولكن من وجهة نظر أخرى إذ اكتفى بالفرجة والحسرة على تراجع الاداء إلى درجة تشكك الأوفياء في جدارة زعيم أفريقيا في الصعود للنهائي رغم تحقيقه الفوز على ملعب سيمبا الأسبوع الماضي..لذلك نسي كولر التوقيت المفضل للتغيير وظننا ان كولر يعاقب من في الملعب بأن يظلوا على البساط الأخضر حتى النهاية ولتكتمل المأساة كما يقول شكسبير ..
**ولكن تراجع كولر عن القرار في الدقيقة ٨٦ ب٣ تغييرات متتالية (ثم تغييرين بعد الدقيقة ٩٠ بخروج معلول ثم الشحات الذي احتسبت له ضربة جزاء التي حملها القدر هدية مستحقة للاهلي في الدقيقة الاخيرة من الوقت بدل الضائع
وسط الأعصاب المحترقة من الجميع تقدم كهربا ليلعبها قوية مباشرة في المرمى وسط صيحات هزت حي مدينة نصر وربما أحياء القاهرة جميعا، ليصعد الاهلي إلى الدور قبل النهائي منتظرا الفائز من مازيمبي الكنغولي و بيترو اتلتيكو الانجولي وفي النهاية علينا ألا ننسى وسط الركام والرماد المكسب الإيجابي الآخر بالنسبة للتقدم الملحوظ في مستوى حارسنا الواعد مصطفى شوبير..سائلين الله سبحانه وتعالى ان يتم نعمة الشفاء على حارسنا الشناوي واللاعبين المصابين أجمعين..
صالح إبراهيم