الفكرة جيدة وجديدة في آنٍ واحد وأحسب أنها بالفعل غير مسبوقة.. أيضا الهدف منها واضح ومحدد وتستطيع أن تضع إصبعك عليه منذ اللحظات الأولى.. كما تتسم بأن لغة الحسم فيها لا تقبل لبسا ولا تأويلا.
أقول ذلك عن المقال الذي نشر أمس وأول أمس في عدد من الصحف المصرية والعربية والأجنبية ومن بينها صحيفة الأهرام، القاهرية.. والذي حرره كل من الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وملك الأردن عبد الله الثاني واختاروا له عنوان: الحرب في غزة والمعاناة الإنسانية شبه الكارثية يجب أن تنتهي الآن.
وميزة المقال أنه تعرض لكافة جوانب القضية الفلسطينية بما تنطوي عليه من ألم وعذاب لأصحابها الأصليين منذ عام 1948 مع تنبيه الطرف الثاني في القضية إلى أن العنف والإرهاب والحرب لا يمكن أن تجلب السلام إلى الشرق الأوسط.
وهكذا يتأكد كل يوم أن مصر ومعظم دول العالم إن لم يكن كلها تسعى إلى ضرورة حل المشكلة.. لكن ما أود أشير إليه اليوم أن هذا التوجه من جانب الزعماء الثلاثة لابد وأن يسهم بلا شك في جذب انتباه الرأي العام العالمي أكثر وأكثر نحو هذه المعاناة القاسية التي يعيشها الفلسطينيون والتي تتمثل حتى الآن في مقتل نحو 33 ألفا من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال.
***
وبكل المقاييس استطاع الزعماء الثلاثة أن يصلوا إلى قلوب الناس في أماكن شتى من العالم.. وللعلم لقد كان في إمكانهم إصدار بيان مشترك وفقا لما جرت عليه الأعراف السياسية لكن كتابة مقال صحفي بقلم الزعماء الثلاثة يثير نوعا من المشاركة الوجدانية بينهم وبين الفلسطينيين بل ربما بينهم وبين جميع الشعوب والحكومات والدول التي أصبحت في حيرة الآن من هذا التعنت الإسرائيلي والصلف والجبروت التي فاقت الحدود.
***
وطبعا لأن الزعماء الثلاثة يعيشون المشكلة منذ زمن طويل فقد جاءت كلماتهم موثقة بقرارات مجلس الأمن وبالواقع القائم.. ثم..ثم..المطالبة بحسم وحزم بضرورة وقف إطلاق النار في غزة الآن ..
وغني عن البيان أن ذكر كلمة “الآن” يعكس إلى أي مدى تتسع دوائر الخطر التي ينبغي إنهاؤها فورا.. وفورا..
على الجانب المقابل.. لقد ركز الرؤساء الثلاثة في مقالهم المتميز على مسألة المساعدات الإنسانية لأهالي قطاع غزة مؤكدين على ضرورة تنفيذ قراري مجلس الأمن رقم 2720و2728 في هذا الصدد.. ليس هذا فحسب بل أكد الزعماء الثلاثة من خلال مقالهم المتفرد على مواصلة جهودهم لتلبية الاحتياجات الإنسانية والطبية والصحية للسكان المدنيين في غزة.
***
أخيرا.. حرص الرؤساء الثلاثة على عدم إنهاء مقالهم إلا بعد الإعلان عن مواقفهم الثابتة والواضحة والتي تتعلق بحل الدولتين بشكل فعال حيث إن ذلك هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام حقيقي ينتج عن إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.
***
تحية وتقدير للزعماء الثلاثة.. الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس إيمانويل ماكرون والملك عبد الله الثاني ملك الأردن.. فهم والحق يقال لم يتركوا مجالا إلا وطرقوه.. اتصالات.. اجتماعات.. نداءات.. ثم هذا المقال الذي أنا شخصيا أرى أنه سيكون له أثر فعال لدى الإسرائيليين أنفسهم.. ولدى كل من يؤيدونها أو يشجعونها.. حيث سيأتي عليهم وقت قريب ينفضون فيه أياديهم عن سفاح القرن المدعو بنيامين نتنياهو.
***
أيضا كلمة أوجهها للشعوب التي يتفاعل زعماؤها تفاعلا إيجابيا مع القضايا الإقليمية والدولية بأن يزيدوا من تلاحمهم وتكاتفهم مع بعضهم البعض ومع هؤلاء الزعماء الذين يبذلون الجهد تلو الجهد من أجل إقرار السلام في عالم أصبح يموج الآن بأعمال العنف والأنانية و..و..سوء النوايا.
وبالمناسبة.. أقول إن الصحافة الورقية تظل صاحبة الفضل والتأثير وإلا ما اختارها الزعماء الثلاثة لكتابة مقالهم من خلالها.
***
و..و..شكرا