عاش حياته مجتهدا مجدا ، حصل على أعلى الدرجات العلمية ،أقدميته أهلته لتولي إدارة المكان الذي عمل فيه منذ بداية حياته العملية ،حتى بلوغه سن المعاش،تلامذته يشهدون له بالكفاءة والنزاهة،عين أحدهم مديرا للمكان ،لكنه استمر يتعامل على وضعه السابق،لكأنه يرفض حقيقة وضعه ،دورة الأيام، يحضر مبكرا ،يجلس على مكتب المدير،يوقع الأوراق،لم يجرؤ تلميذه أن يجرح شعوره ،بصبر وأدب يجلس على أي كرسي، استدعاه عميد الكلية ذات يوم نبهه برفق إلى عدم قانونية توقيعه على الأوراق الخاصة بالقسم،لكأنه أفاق من صدمته،لزم بيته لبعض الوقت ، ثم عاد لممارسة عمله أستاذ متفرغا،مناقشا وممتحنا للماجستير والدكتوراه ،أبلغه أحد زملائه القدامي عن حاجة إحدي المستشفيات الخليجية لمن هو في مثل خبراته العلمية ،سافر بالفعل ،نجح نجاحا باهرا،رزقه الله في أعوام قليلة بفيض عطاء يعادل مارزقه إياه خلال عمره كله داخل بلده،عاد ليؤسس مستشفاه الخاص ، التقى تلميذه المدير ،معتذرا عن مضايقته إياه حين تولى الإدارة،لكأنما كنت مغيبا ، إيه كم كنت سخيفا!!!!،هل كنت رافضا للواقع؟!!!،أم لدورة الأيام ، الأيام دول ،سبحان من له الدوام،كنت أتصور خروجي للمعاش نهاية عالمي،ولكن قيض الله لي النجاح والرزق بعيدا عن الكرسي ،عذرا تلميذي المهذب،أعلم أن ستبلغ سن المعاش قريبا،أهلا بك مديرا لمستشفاي الخاص آن الاوان أن استريح ،ولا أجد أفضل منك ليديره.