لايزال نصر Iكتوبر ١٩٧٣ متهما لدى بعض الواهمين بأنه مسرحية بين الرئيس الراحل أنور السادات وإسرائيل لإنقاذ نظامه من الحرج ومنحه بعض المكاسب مقابل مكاسب كبرى لا.سرIئيل تفك عنها عزلتها عن محيطها.
تماما كما هي التهمة الموجهة لإيران بعد الضربة الأخيرة لاسرIئيل، التي قلبت الطاولة وغيرت قواعد اللعب بالمنطقة المنكوبة، فلأول مرة تتحول الحرب بالوكالة إلى حرب مباشرة ، ويتحول الصراع المستتر إلى ضربات متبادلة مكشوفة.
كان بمقدور إيران أن تضرب إحدى قنصليات IسرIئيل في أي مكان بالعالم وكفى الله الملالي شر القتال، ستكون حينئذ قد محت عارها في دمشق وبيضت وجهها بالداخل والخارج.
لكن الرد المنتظر جاء لاسرائيل مباشرا ومكثفا وعنيفا: ١٨٥ طائرة مسيرة، ١١٠ صاروخ ارض جو، ٣٦ صاروخ كروز، معظمها انطلق من ايران لأسرIئيل مباشرة دون وسيط أو وكيل، ما أمات بالسكتة القلبية السخرية الواسعة التي أعقبت اعلان الحرس الثوري أن الضربة ستصل IسرIئيل في تسع ساعات.
لا يمكن هنا استدعاء حجم الدمار والخسائر البشرية معيارا لقياس نجاح الضربة وجديتها، لقد صفعت طهران تل Iبيب المتعجرفة على وجهها أمام العالم على طريقة لبلب الذي توعد عنتر بسبع كفوف على وجهه ونفذها في الفيلم الشهير للراحل شكوكو، ثمة اختلاف هنا بين شكوكو المصري السينمائي ولبلب الايراني، الأخير لم يتخف ولم يتحايل لتنفيذ ضربته، لقد أعلن عن موعدها المتوقع في هذا اليوم تحديدا الموافق لذكرى غزوة الخندق بالتقويم العربي، نعلم مغزى الواقعة التي أعقبتها مجزرة بحق يهو.د خيبر الذين تحالفوا مع الأحزاب التي حاصرت المدينة.
مرمطت إيران كبرياء إسرائيل بالتراب، يأتي ذلك الإذلال عقب ضربة المقاومة قبلها الفلسطينية لاسرIئيل في السابع من أكتوبر، فمن سيرهب IسرIئيل بعد اليوم؟
الموقف الاكثر حرجا الان في تل Iبيب، فالرد مازق، وعدم الرد مأزق اكبر ، عليها الرد لحفظ كرامتها، لكنها مكبلة بالفيتو الأمريكي الذي لا يريد اتساع رقعة الصراع بالمنطقة، ولو ردت فلسوف تجر ردا إيرانيا أكبر.
ربما يكون المستفيد الوحيد من كل ما يجري، والذي خطط لكل ذلك هو نتنياهو الذي يهرب للامام بكل خططه الجنونية لعلها تنقذه من مصيره المحتوم بالسجن نتاج فساده وانحرافه فضلا عن إجرامه.