اسمعونى وتحملونى
امريكا .. اسرائيل .. ايران .. اضواء كاشفة .
هل تنشب حرب شاملة بين امريكا واسرائيل من جانب وايران من جانب اخر السؤال بصيغة اخرى هل تقدم امريكا واسرائيل على ضرب العمق الايرانى .
اقول بكل ثقة لا لن يحدث قلتها من قبل واكررها مرة اخرى لا لن يحدث .. قلتها يوم ان جاءت الاساطيل والبوارج الامريكية عقب هجوم المقاومة الفلسطينية على اسرائيل فى ٧ اكتوبر الماضى ردا على تحليل مصطفى بكرى فى قناة صدى اليلد بان الاساطيل الامريكية ستضرب الاراضى الايرانية .
عارضت بكرى رغم استاذيته فى الاداء الاعلامى ورغم قربه من دوائر التحليل السياسى ودوائر صنع القرار فى مصر .
اذن لماذا وكيف تولدت كل هذه الثقة لدى . وراء هذه الثقة قراءات عميقة خلال مسيرة عملى التى دامت ٤٠ عاما او يزيد فى مجال التحرير الخارجى . فانا عملت فى الجمهورية والمساء والتليفزيون المصرى ووكالات انباء عالمية لكن الاقدار قذفت بى اوائل التسعينات للعمل فى جهاز معلومات حساس لدولة خليجية وهناك اوكلوا لى تغطية الصحف الامريكية والبريطانية بعد ان اختبروا قدراتى فى الترجمة لبعض الوقت .
كنت اقرأ يوميا صحف الجارديان والتايمز وهيرالد تريبيون بالاضافة الى مجلات الايكونومست والتايم ونيوزويك ظللت اقرأ هذه الاصدارات المهمة والخطيرة على مدى سبع سنوات متصلة من ١٩٩١ حتى ١٩٩٨ وحدد لى الجهاز دوائر لاغطيها اولا ما يكتب عن هذه الدولة الخليجية سلبا او ايجابا .. ثانيا ما يكتب عن منطقة الخليج سلبا او ايجابا .. ثالثا ما يكتب عن العالم العربى سلبا او ايجابا ثم ما يكتب عن العالم الاسلامى والقوتين العظميين .
كنت اقرأ هذه الاصدارات بشغف وحب لكى اتعلم اولا ثم لاؤدى عملى ثانيا كنت اقرا المجلات من اول صفحة حتى اخر صفحة مستعينا بكل ما املك من قواميس ودوائر معارف .
خلصت من خلال هذه القراءات الى ان المسئولين الامريكيين يعتبرون الفرس امة متحضرة على عكس نظرتهم للعرب . وهنا بدأت امسك باول الخيط لمعرفة الرؤية الامريكية كاملة عن ايران .
رحت ابحث فى تاريخ الامة الفارسية قديما حينما كانت امبراطورية ذات شأن وحديثا بعد ان اصبحت دولة عادية من دول الشرق الاوسط .
قراءة التاريخ اوضحت لى الحقيقة فالفرس لهم ايادى بيضاء على اليهود والديانة المسيحية .
قديما انقذ الملك الفارسى كورش اليهود من السبى البابلى واعادهم الى اورشليم القدس وهذا جميل لن ينساه اليهود قط كما لا تنسوا ان هناك وفدا فارسيا جاء الى فلسطين مبشرا بظهور المسيا وهو المسيح عليه السلام .
الغرب واليهود يقرأون التاريخ ويعونه جيدا على عكس ما نحن فيه .
اما ان ايران قوية وتستطيع مناطحة امريكا والغرب واسرائيل فهذا كلام غير واقعى .
بالاضافة الى ان امريكا تشجع ايران على قيادة الشيعة كاقلية فى العالم الاسلامى مثلما تشجع اليهود باعتبارهم اقلية فى المنطقة . اما المناوشات الحالية فهى تنافس على الطغرافية السياسية وعلى منطقة تعانى من الفراغ .