وبعد..
فقد كنت أتعمد الاختفاء قليلا..
لأرى أثر اللهفة في عينيك..
وخوفك من الغياب..
لا لأختبر الجزع فيك كما تدَّعي..
أنا يا عزيزي، كنت أسأل عن صدق زعمك..
(سأموت إن غبت)..
وها أنا ياصديقي،،،
قد غبتُ قرنا من حزن،،،
ولم تمت..
وصرتُ وحدي بلا وطن..
ولم تمت..
ربما أسأت فهمك حينها..
ربما لم أعِ الكلمات..
وربما ياسيدي،،،
أخطأت..
لكنني، ما أخطأت أبدا..
لمَّا أقسمت لهم أنك كنت حينها،،،
تكذب..
…..فكذبت..
ولم تزل..
ثم..
وإني أرى أن التأويل قد أفسد ما بقيَ فيك من شعور..
فصرت ترى أن الطعنة الغائرة محض وخزة..
لاتذهب بالقلب إلى قيعان الردى..
وأن نزف هاطل، محض قطرة دمع..
لايسرق الضوء من عين، لم تكن ترى من الوجود سواك..
فأي جدوى تُنتظر، وأي صلاح يرتقب؟!..
عميت العين، ومات القلب..
إنا لله، وإنا إليه راجعون..
أيها اليابس جدا..
عليك الوداع، إلى ما بعد الغياب..
تاب الجهال، وثابوا..
أما أنت، فلم تتب..
فهل يُرتجى من شوك عنب؟!..
هيهات هيهات..
انتهى..