إحدى الممثلات والتي مثلت في فيلم مصري قديم إسمه “قنديل أم هاشم”،
إسمها ماري كوليكوفسكى.
هذه الممثلة كانت نمساوية الأصل
وهى من قامت بدور حبيبة شكري سرحان عندما سافر لألمانيا لدراسة الطب.
وهذه الممثلة نشأت فى أسرة مفككة.
كالعادة: أب يلهث فقط من أجل ملذاته، وأم لا تختلف عن الأب كثيرا
أما هى وأخواتها، فقد ضاعوا فى مهب الريح.
أخواتها سلكوا الطريق السهل المفهوم أبعاده
لكن هى حاولت المحافظة على نفسها، لتعيش متمسكة بالاخلاق والمبادئ. ذهبت لتعمل جرسونة فى كافيتريا.
رآها أحد المنتجين، وضمها لتمثل أدوارا صغيرة ككومبارس بين ألمانيا والنمسا.
إلى أن حان اليوم الذي وصل فيه فريق عمل فيلم (قنديل ام هاشم) لألمانيا
حتى يكملوا تصوير الفيلم، وكانوا يبحثون عن ممثلة ألمانية، تقوم بالدور، بشرط ألا تتكلف الكتير من الأموال.
وتواصلوا مع مكاتب الريجيسيرات، فلما سمعت بالخبر، تقدمت للدور واتقبلت
وطبعا شرحوا لها قصة الفيلم، فبدأت تسأل عن السيدة زينب رضي الله عنها، وأخذوا يحدثونها عن حضرتها وحضرات السادة آل البيت رضوان الله عليهم أجمعين.
وكان من الطبيعى أنها تنجذب لما تسمع، وتنبهر بمدى الطهر والنقاء لحضرات سادتنا عليهم سحائب الرضوان وتجد الأمن والسلام ما افتقدته طوال حياتها.
ومع نهاية التصوير
كان من الطبيعى أن يودعها فريق العمل، ثم يعودوا إلى مصر.
لكن قلبها كان معهم
وبعد يومين تحديدا كانت ممن سافروا إلى مصر دون أي ترتيب مسبق ولا كانت تملك سوى ثمن تذكرة الطيران ومبلغ صغير هو كل ما ادخرته من عملها.
وكان هدفها أن تذهب لزيارة السيدة زينب وآل البيت الكرام.
وحقا ومباشرة بعد وصولها لمطار القاهرة، إستقلت أول تاكسي، واتجهت به إلى مسجد ومقام السيدة زينب رضي الله عنها.
ولأنها لا تعرف أي كلمة عربي – حتى دورها فى الفيلم كان باللغة الألمانية – فالناس هناك بشهامة المصريين المعتادة، تطوعوا لمساعدتها.
وعن طريق أهل الخير إستطاعوا توصيلها للممثل القدير عبد الوارث عسر والذي كان أحد المشاركين فى الفيلم،
والذي فوجئ بها أمامه
ورحب بها أيما ترحيب، ثم فوجئ بها تقول له مباشرة، أنها تريد إشهار إسلامها.
فطلب منها أن تستريح أولاً حتى الصباح من عناء السفر، فرفضت بشدة.
وأمام إصرارها إصطحبها إلى دار الافتاء، وأشهرت إسلامها على يد مفتي الديار المصرية آن ذاك فضيلة الشيخ أحمد عبد العال هريدى. وأسمت نفسها (زينب الحسين على).
وأهداها فضيلة المفتي نسخة من القرآن الكريم مترجمة باللغة الألمانية.
ورجعت مع أ/عبد الوارث عسر، وطوال الطريق وهي تقرأ فى النسخة وتبكى بكاءً شديدا.
وبمجرد أن وصلوا إلى بيته، أبلغته عن رغبتها في حج بيت الله الحرام.
أ/عبد الوارث يقول: كانت دهشتي الشديدة، كيف عرفت عن الحج؟
فنظرت، فإذا النسخة المترجمة بيدها مفتوحة على ترجمة سورة الحج قدراً، فعلمت أن هذه إشارة من الله سبحانه وتعالى.
وذهب بنفسه يحجز لها التذكرة والتأشيرة وسبحان الله بمعظم المال الذي كان في حوزتها.
ويشاء الله أن الممثل القدير أ/ محمد توفيق (وكان أيضاً أحد المشاركين فى الفيلم)
كان هو وزوجته في اتجاههم أيضاً للحج
والتقى مع أ/عبد الوارث وهو بيحجز لزينب التذكرة، واقترح أن تصحبهم في الحج، وتكون في صحبة زوجته.
وفى نفس اليوم تذهب زينب للأزهر الشريف، وتطلب أن يقوم أحد بتعليمها مناسك الحج. وتظل بين القرآن وتعلم مناسك الحج طوال الأسبوع المتبقي حتى موعد الحج، لدرجة أنهم قالوا أنها لم تكن تنام، ولا تريد ترك المصحف من يديها.
وحان وقت السفر للحج، وقامت بتأدية المناسك وكانت زوجة أ/ محمد توفيق تقول أنها كانت كالفراشة، ودائما ما تسابقهم، ولا يظهر عليها أي أعراض للإرهاق أو التعب.
وبعد انتهاء المناسك، ذهبوا إلى المدينة المنورة لزيارة النبىﷺ في مسجده.
تقول زوجة أ/محمد:
لم تكن المرة الأولى أن نحج أو نزور، فكنا أنا ومحمد نحج ونعتمر كثيرا، ونزور مسجد النبي ﷺوقبره وروضته الشريفة
لكن هذه الرحلة كأن كل شيئ قد يسره الله لنا بشكل عجيب، لدرجة أننا بمجرد دخولنا على حضرة النبى ﷺ شعرنا أن الطريق سهل، إلى أن وجدنا أنفسنا أمام المقام الشريف مباشرة.
وهنا حدث شيئ غريب جدا،
نظرت وجه زينب قد استنار بدرجة ملفتة للإنتباه، لدرجة أني قلت في نفسي: هذه ليست زينب التي دخلت معي المسجد النبوي.
وفجأة وجدتها تنظر بتركيز شديد للمقام، وتنظر لي وكأنها تقول:
هل تري ما أرى ؟؟؟
وفجأة ضمت مصحفها بشمالها على قلبها، ورفعت يدها اليمنى، وقالت بلغة عربية سليمة تماما:
“أشهد ألا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله”.
وفجأة وقعت على الأرض، فقلنا ربما أصيبت بدوخة أو إغماء وحاولنا إفاقتها، لكن وجدنا أن الروح قد صعدت إلى بارئها.
ومن كرامتها والتي شهدت لها كل المتواجدات، أن السلطات السعودية أصروا أن يدفنوها فى البقيع مع صحابة رسول الله ﷺ
وقد كان.
الحكمــــه
قال سبحانه:
﴿مَن يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْـمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا﴾