يذهب البعض إلي القول بأن الرد على مركز تكوين الحادي و المشكك في ثوابت الأمة العقيدية والشرعية والثقافية والعلمية ماكان يحتاج إلي هذه الضجة التي حاول الدفاع عن العقيدة والشريعة وان هذه الردة القوية واليقظة الشديدة علي هذا المركز قد اعطى له قبلة الحياة والشهرة الكبيرة لهم بين الناس
نقول لكم…
أولا :
إن تفسيراتكم خطأ ، لأنكم لم تكونوا تتوقعوا هذا الهجوم أو هذا الرد من المتدينين وأهل العلم والأزهر الشريف وعلماء الأوقاف ورجال الفكر المحترمين .
ثانيا : إنكم لم تتخذوا للأمر عدته و ظننتم أن الموضوع سيمر مرور الكرام مثل غيره من المشاريع الثقافية المشبوهة التي تعيش في خيالكم المريض وهي حبيسة في شقة في أسفل العمارات المهجورة.
ثالثا: أن العلمانيين و أشباههم ومن يسير في فلكهم ومنهم بعض أساتذة كليات الآداب أصحاب الثقافة الوجودية و الإمبريالية والليبرالية في حيرة من أمرهم ، لأن صدمتهم كانت قوية بسبب يقظة الأمة وحرصها علي عقيدتها ودينها ، وظهر لهم ضعف موقفهم و سفاهة أفكارهم وأن الناس في يقظة تامة لكل من يحاول أن يمس عقيدتهم أو شريعتهم .
رابعا : أن أصحاب الدين والعلماء و المتدينين اعطوا للأمر أهمية لأنهم علموا أن القائمين علي المركز لم يروا من ورائهم يوما خيرا قط بل شر علي الدين والعلم والثقافة ، بل شر علي أنهم لأن من يتهجم علي شرع الله وكتاب وسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم ليس نصيب ولاحظ من هداية الله وتعاليم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
خامسا: أن هؤلاء نسوا و تناسوا أن الإسلام تعرض لمثل هذه الحملات وأكثر حربية وعسكرية وثقافية في ميدان الخروب وميدان الثقافة وخرج السلام منتصرا في مل معاركه التاريخية والثقافية ، واسألوا اليهود في المدينة المنافقين واسألوا الكفار في مكة واسألوا ساحات القتال في غزوة بدر وأحد والخندق وفتح مكة و مؤتة وحنين والقادسية واليرموك وعين جالوت و حطين ، وخالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص وأبي عبيدة بن الجراح و قطز وصلاح الدين
والجولات. والمناقشات الحوارية بين أهل السنة و المعتزلة و القاديانية والبهائية حينما انزوا في ركن من أركان التاريخ ولم يعد لهم ذكر لا في الأولين ولا في الآخرين .
سادسا : أن النصر دائما يكون لأهل الإيمان وعباد الرحمن و القلوب المؤمنة والنفوس المعتمدة و المتوكلة علي ربها قال تعالي ( وان جندنا لهم الغالبون ) . وقال تعالي (و لينصرن الله من ينصره )
وقال صلي الله عليه وسلم : ( لا تزال طائفة من أمتي قائمة على الحق لا يضرها من خالفها حتي يأتي أمر الله ……… وإنما أنا قاسم والله يعطى من يشاء ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأبشروا يا عباد الله ….
سابعا : فالنصر والفوز لشرع الله ولدين الله و لمنهج الله و للقرآن والسنة و لصحيح البخاري ومسلم و للسيرة النبوية الشريفة و لعباد الله المؤمنين
قال تعالي في سورة الأنفال : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37) قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِن يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ (38) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ۚ فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39) وَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ ۚ نِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ (40) }
قال الإمام أبو جعفر الطبري في تفسيره : يقول تعالى ذكره:
إن الذين كفروا بالله ورسوله ينفقون أموالهم, فيعطونها أمثالهم من المشركين ليتقوَّوا بها على قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين به, ليصدّوا المؤمنين بالله ورسوله عن الإيمان بالله ورسوله, فسينفقون أموالهم في ذلك، ثم تكون نفقتهم تلك عليهم ” حسرة “، يقول: تصير ندامة عليهم ، لأن أموالهم تذهب, ولا يظفرون بما يأملون ويطمعون فيه من إطفاء نور الله, وإعلاء كلمة الكفر على كلمة الله, لأن الله مُعْلي كلمته, وجاعل كلمة الكفر السفلى, ثم يغلبهم المؤمنون, ويحشر الله الذين كفروا به وبرسوله إلى جهنم, فيعذبون فيها، فأعظم بها حسرة وندامة لمن عاش منهم ومن هلك! أما الحيّ، فحُرِب ماله وذهبَ باطلا في غير دَرَك نفع، ورجع مغلوبًا مقهورًا محروبًا مسلوبًا. وأما الهالك، فقتل وسُلب، وعُجِّل به إلى نار الله يخلُد فيها, نعوذ بالله من غضبه. واله أعلم …