هل شاء القدر أن يعاني الطلبة والطالبات في مصر من “شبح” يطاردهم كل عام.. وفي توقيت محدد اسمه الثانوية العامة؟!
نحن الآن.. للأسف نسمع تصريحات ومانشيتات وبيانات عن الثانوية العامة كلها كأنها صورة طبق الأصل مما جرى في العام الماضي وقبل الماضي بل و 50 عاما مضت..!
إن الدولة حريصة أبلغ الحرص على تطوير التعليم وعلى إيجاد أجيال متخصصة في التكنولوجيا والرقمية ووسائل الصعود إلى القمر وأيضا سبر أغوار المحيطات .. والمفترض أنها تخصصات تأتي بعد الثانوية العامة فهل النظام العتيق للتعليم الذي ينتهي بالشهادة” المرجوة” يمكن أن يكون ملائما أو متمشيا مع الفكر الجديد؟!
طبعا لا وألف لا خصوصا كل نظرة متقدمة للتعليم لا يجوز الاقتراب منها في ظل مكتب التنسيق الحالي بروتينيته وصلفه وجبروته فهو الذي مازال يجبر الطالب الذي طالما تمنى الالتحاق بكلية الهندسة على خوض مجالات مختلفة أخرى مثل الآداب قسم جغرافيا أو قسم تاريخ..!
وإنصافا للحقيقة لقد جاءنا ذات يوم وزير للتعليم اسمه طارق شوقي وكان يحمل بين ثنايا عقله خططا عريضة وشيقة للتطوير لكن للأسف لم يستطع الوصول إلى عقول الناس الذين لم يقدروا هم أنفسهم على استيعاب الأهداف التي يريدها وزير التجديد..!
بصراحة أنا لا أفهم لماذا تلك السياسات التي تقول إن امتحان الثانوية العامة هذا العام لا يختلف عن نظيره في العام الماضي وأن الأسئلة في مستوى الطالب العادي.. وأن العبرة بالنسبة للقسم الأدبي أن يكون الطالب ملما بتطوير المجتمعات منذ مرحلة البداوة وحتى الآن..
نفس الحال بالنسبة للقسم العلمي الذي يشترط على الطالب عند نجاحه أن يعرف أشياء قديمة قدم التاريخ عن وظائف الأعضاء وعن ارتباط خلايا الجسم ببعضها البعض.
في النهاية يثور سؤال مهم:
وهل يجب على الطالب الآن أن يتعامل مع الثانوية العامة بأسلوب مختلف ومغاير تماما عما كان متبعا في الماضي؟!
نعم وألف نعم ومع ذلك فلن يحدث لأن النظام العتيق يؤكد أن هناك عناصر خفية تتكاتف لتنحي وجوده وهذه العناصر لا تريد أن تتوسع لدينا نظم تفريخ العلماء والمبتكرين والمبدعين ..
والأيام بيننا..!
و..و..شكرا