التاريخ سيكون قاسيا پالتأكيد، عندما يسجل فى صفحاته أننا قتلنا حرية الرأى، ورفعنا شأن المنافقين واللصوص والتافهين وهادمى القيم والمبادئ، وأن الصحافة والإعلام لم يعودا يعبران عن الشعب وآلامه وآماله فانصرف عنهما، وأن مجلس النواب أهدر مصلحة الشعب ومطالبه، فلم يجر استجوابا واحدا عن قضية حيوية مثل ارتفاع الأسعار مع تفاقم الأحداث، بل موافقات عمياء فى دقائق على مشروعات الحكومة، فالبصمة جاهزة دائما، مما خيب رجاء المواطن فى نوابه، وسيسجل التاريخ أن الطبقة الوسطى أصبحت فقيرة، وأننا نستورد معظم غذائنا.كماأهدرنا طاقة مصر العلمية وذخيرتها الكبرى من الخبراء والعلماء وأساتذة الجامعات والمبدعين، ليتصدر المشهد المنافقون من الجهلاء والأدعياء والمرتزقة، وأصبحت أمنية المواطن أن يهرب من بلده، بعد أن أهدرنا خيرة أبناء مصر ومستقبلها من خريجى الجامعات والحاصلين على تقديرات عالية فى تخصصاتهم، لنجد الحاصل على “امتياز” زخر الأمة، وخلاصة جهد الدولة وعنوانها، بائعا على ناصية شارع، أو يحطمه اليأس أو يعمل على توك توك، وتعتصره النقمة على المقاهى أو يتخلص من حياته، ويقفز الفاشلون فى المواقع المتميزة بسرعة، وأن مصر تستدين بالمليارات قروضا أجنبية، سيسددها أطفالنا أو أحفادنا، وسيدفعون الثمن بوصاية، وأن دفعات دراسية من طلاب الثانوية نجحوا فى امتحانات معدة للغش دون أن يتعلموا شيئا، وأن مصر فى كل هذه المدة ليس لديها أى خطة للتعليم أوتطويره.. ويجرة تسييره اليوم بيومه، ولا يدركون أنه لا نهضة بلا جودة تعليم للنهوض لمقدرات ومستقبل هذا البلد. كما أن القيادات فى مرحلتنا يفهمون فى كل شئ دون علم أو دراسة أى شئ !… وأن الفساد معلن أمام الأجهزة الرقابية..ربنا يستر من الأيام القادمة ..،