الكاتب والناقد المسرحي
( وجهة نظر ) أغرب ماتشاهده وتسمعه عن مهرجانات المسرح التجريبي في كل مكان، إن نفس المشاركين فيه ومن خلال نشاطاته الأدبية والنقدية خلال فترة إنعقاده ومابعدها ينتقدون المفهوم ويرفضون بعض حيثياته ومع ذلك يقام ويستمر ويجذب الكثير من المشاركين أصحاب العروض “الديلفري” والطامحين للسفر ولقاء النجوم ومٱرب أخرى.
وفي هذا السياق وهذا المقام اقول وبكل تواضع:
إن المسرح ومنذ عربة تيسبيس الإيكاري ولحد الآن قد تطور ووصل إلى ماهو عليه الٱن عن طريق التجريب في الأدوات والمنهج والأيديولوجيا، فالعرض المسرحي بحد ذاته نتاج مختبر تجريبي لعناصر ذلك العرض ويؤكد ذلك إختلاف طبيعة العرض المسرحي بين مخرج ومخرج لنفس المسرحية في الرؤيا ووسائل التعبير وتحقيق أهداف العرض، وقد نشأت عن حركة التجريب المستمرة والمتواصلة مذاهب ومدارس وإتجاهات وتيارات ومناهج مختلفة في التأليف والإخراج والتمثيل ومختلف عناصر العرض الأخرى ويقف على رأس المجربين المحدثين الفيلسوف والمفكر العبقري الألماني برتولد بريخت صاحب المسرح الملحمي والذي وضع نظرية للأداء والتأليف والأفكار وكسر إيهام أرسطو وحقق التطهير عن طريق جديد بواسطة العقل والتركيز ومناقشة القضايا بحيادية تامة وموضوعية منطقية ووعي كامل. وغيره من المبدعين وأصحاب المحطات البارزة في تاريخ المسرح امثال جروتوفسكي ومايرهولد كوردن كريج .
نخلص من ذلك أن المسرح هو تجريب في تجريب منذ نشوءه إلى الٱن وسيبقى هكذا .فهل يصح أن نعمل مهرجانات سنوية لهذا الأمر، ولماذا لا تتوحد المهرجانات مادام السبب والعله والهدف واحد ترشيدا للإنفاق والجهود .