مع قدوم عيد الأضحى، وزيادة الإقبال على اللحوم الحمراء، من الطبيعى ان تتراجع أسعار الدواجن أو على الأقل كان يجب أن تستقر دون زيادة، لكن مايحدث فى سوق الدواجن الآن لغز يحتاج إلى تفسير خاصة مع تزايد الأسعار المستمر وعدم استقرارها فى الأسواق.
إلى جوار ذلك فهناك متغيرات اقتصادية مهمة حدثت مؤخرا أبرزها انخفاض أسعار الأعلاف إلى أكثر من النصف حيث تراجع سعر طن الأذرة من 20 ألف جنيه إلى نحو 11 ألفا، وكذلك انخفاض سعر طن الصويا إلى نحو 20 ألف جنيه بعد أن بلغ نحو 45 ألف جنيه.
هذه الانخفاضات حدثت منذ فترة بعد استقرار سعر صرف الدولار، وكان من الطبيعى أن ينعكس ذلك على أسعار الدواجن والبيض إلا أن ذلك لم يحدث، واستمرت الأسعار فى الصعود و«الارتباك» دون مبرر موضوعى واحد.
سألت اللواء عبدالغفار يوسف المدير التنفيذى السابق لبورصة الدواجن والذى استمر فى منصبه ما يقرب من 9 سنوات كاملة قبل 25 يناير عن ذلك اللغز المحير فأشار إلى انه لا يجد هو الآخر مبررا معقولا لهذه الأسعار «المنفلتة» مطالبا بإعادة تفعيل بورصة الدواجن مرة أخري، وإعادتها إلى الحياة، خاصة أن لها مقرا موجودا، وبعض العمالة الذين مازالوا على قوتها رغم توقفها تماما عن العمل.
ميزة بورصة الدواجن من وجهة نظره أنها بمثابة نظام متكامل لصناعة الدواجن، وكانت تقوم بدور حيوى فى هذا المجال، حيث كانت تقوم بعمل نظام للتكاليف، وهامش للربح، دون مغالاة أو تحميل للمنتجين فوق طاقتهم.
سألته عن أسباب ارتفاع الأسعار رغم انخفاض تكاليف الإنتاج، وبدء موسم استهلاك اللحوم الحمراء؟!
أجاب اللواء عبدالغفار يوسف قائلا: ربما تكون الموجة الحارة الشديدة كان لها دور فى نفوق أعداد كبيرة من قطعان الدواجن حيث تزداد حالات نفوق الكتاكيت والدواجن مع ارتفاع درجات الحرارة، والاعتماد على نظم تهوية فقط فى الكثير من المزارع الفردية التى لايوجد بها غالبا أجهزة تكييف مناسبة، مشيرا إلى انه ربما تكون مشكلة تخفيف الأحمال فى بعض المناطق قد ساهمت هى الأخرى فى ازدياد حالات النفوق.