.. لأنها رؤية نبي فهي وحي .. رسالة من الله .. امر إلهي لابو الانبياء بأن يذبح ابنه .. لاحيلة في الأمر اذن .. ومع ذلك نقل الاب الرؤية للابن النبي اسماعيل الذى استسلم ورضخ دون جدال للامر الرباني الوارد فى رؤيا الاب وقال ياابتي أفعل ماتؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين ..امسك الاب الطاعن في السن بنصل حاد ليكون ماضيا بسرعة في إنجاز المهمة دون عذاب للضحية و علي مضض والم عظيم وهو يوشك فقدان الابن الوحيد الذى انجبه في أواخر خريف العمر ..
اختبار صعب لايليق الا بنبي مرسل مؤسس لمنطق الإيمان بوحدانية الله الذى اتاه العزم والثبات .. ايمان خاض به لهيب النيران واثقا من انه علي الحق ولانه كذلك كانت النار ايه معجزة ببرودة منحته الأمان والسلام وكانت نفسه جوهرة إيمانية صقلت النار لبها لتنتج صلابة ورسوخ في قدرة الله ورحمته .. وعلي الجانب الاخر اسماعيل الابن الذى تسلح بالبر لأبيه.. وللبر كما فسره علماء اللغه معنى جامع لصنوف الخير و يتجاوز التقوى بالتوسع في كل مايرضي الله اقترابا من الإحسان وهي قدرة لايؤتيها الخالق الا لاصحاب المقامات العليا في جواره ممن بلغوا مرتبة الصدق مع الذات بالتسليم لأمر الله تسليما تاما ايمانا بانه اصل كل خير ولاجدال وأنه سبحانه تقدست صفاته الرحمن العليم الحكيم
وكان علي الله أن يجزى التقاه بمشيئته فأرسل ملاكا بكبش رائع ليفتدي به الاب والابن ويبدل الحزن والجزع بالبهجة ويكافئ الإيمان بالرحمة .. ليغدو يوم عيد للإيمان وتجديدا للمحبة بين الناس وإيصالا لذوى القربي والمحتاجين بالبر تقربا لله العلي العظيم .. قصة لايختلف عليها أصحاب الديانات السماوية الثلاث
بر الوالدين اصل من أصول الدين والفطرة وطوق النجاه في الدنيا والآخرة.. اصل عظمه الخالق بجزاء عظيم ان جعل له عيدا تتنزل فيه رحماته بفرج الهم وراحة البال و السرور .. الا انها هبات لاتمدح الا بصفاء النفس والارتقاء بالإيمان لبلوغ العفو والتسامح وتتجاوزه الي الإحسان الي من اساء .. شرط إلهي للتوازن مع الذات وهو الشرط الوحيد الجالب للمسرة
اللهم اشهد انك انت الله الواحد الأحد الخالق البارئ المصور وان محمدا رسول الله حقا وصدقا ويقينا ادي الأمانة وبلغ الرسالة .. وكل عام والمتحابين في الله منعمين برضاه ورحمته .