في الخامسه والثلاثون من عمرها توفي والدها، أصبحت كاتبه روائيه كبيره تعودت أن تذهب في التاسعه مساءا الي ذلك الكازينو، تجلس علي كرسي في زاوية الكازينو منضدة بمقعدين أحدهما خلفه حائط الكازينو علي حافة نهر النيل،
وقد أوصت صاحب الكازينو أن يكون هذا المكان مخصصا لها كل يوم في نفس الموعد مقابل ما يطلبه دون مراجعه ، حتي الواحده ليلا ثم تعود إلي شقتها التي ورثتها عن والدها وحيدة بعد وفاة والدتها أيضا، تسبح بعقلها وروحها وقلبها في كتابة مآسي الزمن تعالج به سقطات المجتمع والمنافقين والخونة والكذابين وفاعلي الشر، الا أن صاحب الكازينو غاب لظروف خاصه في هذا اليوم ، ولم ينتبه النادل الذي يعرفها لهذا الأمر حيث دخل تاجر، شابا يعشق الهدوء والصفاء والنقاء ، جلس غارقا في الهدوء وفي يدة كوب من الشاي أنتبه ، للنادل ٠
نستأذن من حضرتك ممكن تيجي علي طرابيزه تانيه ،
فالتفت له بهدوء وسرعان ما تاهت عينيه وعقله وروحه في تلك الأميره الواقفه بعظمه وملامح القوة الهادئة ورد بهدوء …ليه
ولم يسمع رد النادل…حضرتك المكان دا محجوز يوميا من الساعه تسعه للساعه الواحده للدكتوره ،
وبما أنه لم يسمع غارقا في جمالها كرر نفس الرد باتجاه عينيها ففهمت ،قالت له بهدوء
لم أجد آآمن من هذا الحائط أجلس وهو خلف ظهري لا يأتي منه غدر من البشر ،.فتغيرت ملامحه من التعجب والإعجاب بها الي السباحه في الحزن داخل أعماق هذه الجمله ، ووقف وأبدي أعتذاره لها ،وطلب أن يفسحوا الطريق له للخروج ،فافسحوا له المجال..وإنتبه الجميع لدخول صاحب الكازينو… إيه المشكلة، فرد عليه ..مافيش مشكله حضرتك أسمحلي بكلمه علي إنفراد..تفضل،
أتفق مع صاحب الكازينو ألا يجلس أحد في هذا المكان نهائيا ، بعقد مكتوب بالمبلغ الذي طلبه صاحب الكازينو…وأوصاه أن يعطيها العقد بعد خروجه من الكازينو ..ولما عرفت أصبحت تنتظره كل ليله..تترقب حضوره ..لتعرف منه لماذا فعل ذلك ، إلي أن جاء يوم عطلته وذهب الي الكازينو قبل موعدها بساعه ولكنه جلس في الزاويه الأخري وحده غير منتبه لأحد …وطلب الشاي وكانت المفاجأة…صوتها . تيجي تقعد معاي ولا أقعد معاك نشرب الاتنين شاي دول ….ترضي تقعدي معاي …أنا موافقه …أنا مش موافق ….شعرت بالحزن ولم يتركها طويلا …مملكتك اللي بتحبيها أحسن وأجمل ترضي أقعد معاكي علطول ….هتتحمل غلاستي بابتسامه جميله لم تبتسمها منذ موت والدتها…فقال لها …هاتحمل كل شئ…
تزوجته ….وفي الخامسه والسبعين سألته …من أنا بالنسبه لك … أجاب…السعادة والحياة