منذ عقودٍ مضت ونحن ننجذب بصورةٍ مفرطةٍ تجاه قنواتٍ إعلاميةٍ بعينها لقدرتها على بث موادٍ إعلاميةٍ متفردةٍ؛ لما تملكه من مقدراتٍ ماديةٍ وقدراتٍ بشريةٍ لديها المهارة، وتعمل على مدار الساعة، ومع الوقت تبين أن الكثير منها ما هي إلا آلاتٌ لأنظمةٍ تستهدف مخططاتٍ فكريةٍ قد يكون منها تشكيل وعيٍ بعينه، أو نشر ثقافةٍ والعمل على الإيمان بمبادئها، وغير ذلك من الأغراض الظاهرة والمضمرة على السواء.
وإبان تفاقم الأحداث في كثير من بقاع المعمورة اتضحت مآرب بعض القنوات والوكالات الإخبارية صاحبة الذيوع والشيوع، وشاهدنا مدى الحيود عن المهنية بصورةٍ فجةٍ، جعلت الثقة تنخفض لأدنى مستوياتها لدى من يمتلك وعيًا صحيحًا ويفقه مجريات الأحداث ويدرك مسلمات المصالح التي تنسدل من استراتيجيات الدول وحكوماتها؛ فقد صار توظيف الشق الإعلامي بتنوعاته؛ لتسعى بكل قوةٍ تجاه تحقيق غايات الممول سواء كان في صورة أفرادٍ، أم مؤسساتٍ، أم الدولةٍ بكامل سيادتها.
ومصر من الدول التي واجهت حملات تشويه ٍوتزييفٍ في كثيرٍ من الأحداث التي جرت على ساحاتها، بل إن هناك وكالات أنباءٍ تولت بصورةٍ ممنهجةٍ بث الفتن في ربوعها، ومن ثم كان لازمًا أن تتوافر قنواتٌ إخباريةٌ تقوم على المهنية؛ لتعرض القضايا التي تشغل الرأي العام في ضوء واقع الأحداث ومجرياته المتجددة والملتهبة؛ فمن المعلوم لدينا أن آليات العمل المهني الإعلامي تقوم على موثوقية الخبر وفق معلوماتٍ وبياناتٍ صحيحةٍ سواءً أكانت كميةً أم كيفيةً، مسموعةً أم مصورةً.
وقناة القاهرة الإخبارية التي دشنتها الشركة المتحدة فاق أدائها التوقعات، بل وأبهرت المشاهد لما تنقله من أخبارٍ حيةٍ في قلب الحدث؛ فصار تشخيص الواقع قائمًا على حقائقٍ وليس توقعاتٍ، أو تكهناتٍ، أو تقاريرٍ مفبركةٍ، أو ادعاءاتٍ تحمل العديد من الشبهات، وهذا ما جعل معدل المشاهدة المباشرة لها سجلًا من الأرقام القياسية؛ فهناك كثير من الوكالات الإخبارية الكبرى تنقل عنها، ما جعلها في حيز المنافسة، ووصل بها لمستويات الريادة المنشودة.
وتُعد قناة القاهرة الإخبارية دون مبالغةٍ نموذجًا للإعلام الصادق الذي يؤدي دوره بآلياتٍ غايةٍ في التنظيم وحسن التناول والعرض، من خلال فريق عملٍ متكاملٍ يمتلك المهارة ويتحلى بالمهنية، ومن ثم ما يعرض عبر شاشاتها يعبر عن صورةٍ صحيحةٍ تجعل الرأي العام غير مشتتٍ أو مصابٍ بالحيرة، بل تسهم في إمداد مشاهديها بالإدراك السليم للحدث ومفرداته وتفصيلاته؛ لتساعد في تشكيل الوعي الصحيح القائم على معلوماتٍ موثقةٍ بتنوعاتها المختلفة.
ونثمن ما تقدمه الشركة المتحدة من جهودٍ، وما تؤكده في سياسة وكالاتها الإخبارية التي تعمل وفق ميثاق الشرف الإعلامي ومدونة السلوك المهني، وهذا بالطبع يتسق مع استراتيجية الدولة المصرية ورؤيتها (2030) بصورةٍ وظيفيةٍ؛ فمن المعلوم أن الرسالة الإعلامية تشكل أهميةً كبرى في بناء الفكر الذي يؤثر في الأداء ومعدل العطاء لدى الفرد والجماعة، ويعضد مقومات الوحدة الوطنية، ويغرس مزيدًا من القيم الوطنية، بما يضمن التماسك والتلاحم الوطني في الفرح والكرب، ويؤدي لمزيدٍ من مسارات التنمية المستدامة في بلدنا الحبيب.
ونقدر ما يبذل من جهودٍ متواصلةٍ من القائمين على العمل في قناة القاهرة الإخبارية، وفي القلب كل إعلاميٍ وصحفيٍ ومعدٍ ومخرجٍ ومسئولٍ عن أي مهمةٍ كبيرةٍ كانت أم صغيرة؛ فالواقع يشير إلى جهودٍ مضنيةٍ تخرج لنا العرض المتميز والمتفرد القائم على معيارية الصدق وموثوقية الخبر وصحته، وهذا في الحقيقة أدي إلى تفاعل الجماهير حيالها داخل الوطن وخارجه، ومن ثم أصبحت في مقدمة البحث والمشاهدة وفي كل بيتٍ مصريٍ وعربيٍ وغير عربيٍ لمهنيتها غير المسبوقة.
تحية تقدير وإجلال لما يبذل من جهودٍ مضنيةٍ من جميع العاملين بالمجال الإعلامي المصري الذين يتحرون المعايير المهنية في كل ما يقدمونه؛ فيجد المشاهد، أو القارئ، أو المستمع ما يلبي احتياجاته في كل وقتٍ وحينٍ، وشكرٌ خاصٌ لكل من يقدم الدعم اللوجستي لإعلامنا المتميز؛ كي يؤدي رسالته على أكمل وجهٍ، ويتبوأ المكانة التي تليق بمبتكريه وأصحاب التميز والمهارة المتفردة.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
حفظ الله بلادنا الحبيبة وقيادتها السياسية الرشيدة أبدَ الدهر.
أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس
كلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر