**المراسل الحربي مع قوات الاحتلال في رفح نشر صورا تؤكد الحريق التام لمعبر رفح في الجانب الفلسطيني مؤكدا أن الجنود كانوا يستخدمونه استراحة أثناء عملية رفح وأنهم الآن سيتركونه مدمرا غير صالح للاستعمال ..
**من المؤكد أن هذا الحريق لن يدمر أو يقتل معه التاريخ والانجازات والمهام التي قام بها هذا المعبر عبر عشرات السنين سواء لإدخال المساعدات بكل أنواعها أو عبور المرضى والجرحى للعلاج خارج قطاع غزة بالإضافة إلى المهام الاجتماعية التي كانت في اختصاصه قبل أن يتوقف عن العمل بسبب العدوان على غزة والذي لم ينته حتى الآن .
**مازالت آليات الحرب والدمار تعمل بنشاط في الوقت الذي يسعى العالم لإبرام هدنة ووقف لإطلاق النار يتيح الفرصة للحديث أو التفاوض حول مستقبل فلسطين وصولا إلى حل الدولتين الذي يتزايد الإجماع العالمي حول ضرورته لحظة بلحظة بعد أن عاش العالم كله على الهواء مباشرة حرب التسعة شهور غير المتكافئة : مجازر وتحطيم لكل ما هو مفيد وصولا إلى المجاعة والعطش وانعدام أبسط أمور الرعاية الصحية من ناحية ومن ناحية أخرى مقاومة باسلة لم يستطع المحتل التفوق عليها حتى الآن ، بل اضطر كبار مسئوليه للاعتراف أن أهداف حربهم في غزة غالبا غير قابلة للتحقيق !!
**وبالنسبة للمعبر التاريخي الذي دمر تماما وانضم إلى سجلات خطايا العدوان والدمار ..كل ما نستطيع ان نتحدث عنه الآن : من يعيد بناء المعبر ؟ ثم تشغيله بعد توقف طبول الحرب عن الضجيج ؟؟ هل هي الأمم المتحدة التي -والحق يقال- اتخذت وأمينها العام موقفا مشرفا بإدانة الجرائم ضد الإنسانية المصاحبة للعدوان أم المجتمع الدولي وداعمه الاستقرار الذين سيساهمون في إعادة إعمار البنية الأساسية في غزة المكافحة الشامخة ؟؟ أم سيكون لمن يهمهم الأمر والأسرة الدولية رأي آخر يأتي بحل جديد؟؟
المعبر ينادي ضمير الإنسانية : انقذوني يا سادة!! فأنا لم أقم إلا بمل ما هو طيب وسديد…
صالح إبراهيم