بقدر ما كان الشارع المصري غاضبا بسبب ما ألم بعدد من رجاله البسطاء وسيداته العابدات القانتات بقدر ما غمرت مشاعر الرضا والراحة كل الناس بعد تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي الفوري وقراره بتشكيل خلية أزمة لبحث ملابسات وأبعاد ما حدث لهؤلاء الأعزاء والعزيزات من أبناء الوطن داخل أرض المملكة العربية السعودية دون أدنى ذنب إلا اشتياقهم التلقائي للطواف بالبيت العتيق وزيارة مسجد الرسول الكريم. المشكله أنه ما زال بيننا حتى الآن من لا يفهم بأن دولة الجمهورية الجديدة دولة القوة والعدل والمساواة والذود عن كرامة الإنسان والدفاع عن مصالحه في أي مكان يكون. من هنا جاءت قرارات خلية الأزمة برئاسة د.مصطفى مدبولي حاسمة ورادعة عكس ما كان يتوقعه أولئك الذين تصوروا أن في مقدورهم أن يرتكبوا ما يحلو لهم من أخطاء أو بالأحرى انحرافات دون أن تمتد لهم يد الحساب الباترة والصارمة. طبعا ربما كان لهم عذرهم حيث طالما تسللت إلى آذانهم تصريحات رنانة لكنها لم تصل إلى مرحلة التطبيق وبالتالي ترسخت في الأعماق سياسة “صم الآذان” وكل من يرتكب مخالفة فليرتكب وسارت الأمور على هذا النحو سنوات وسنوات. الآن كل واحد طائره في عنقه والخط الفاصل بين الحق والباطل واضح ومحدد ومن يتعمد تجاوزه فليدفع الثمن بالحق والعدل. إن هؤلاء الذين وقعوا في الخطأ باختيارهم البحت وسمحوا لأنفسهم بأن يتركوا الضحايا في العراء بلا ماء أو شراب أو مأوى عندما يخضعون لمحاكمة عاجلة فلن يجدوا ما يبررون به فعلتهم الرديئة.. أيضا سوف يوقنون بأن الله حق عندما يضطرون لدفع مبالغ تعويضية لأهالي الضحايا سواء من ماتوا أو من تاهوا في الصحراء وبالتالي يتحول المكسب الحرام إلى خسارة لها أسبابها ومبرراتها.الأدهى والأمر أن هؤلاء المغلوبين على أمرهم كانوا يخشون دخول المستشفيات إذا ما ارتفعت درجة حرارتهم أو أصابتهم ضربة شمس أدت إلى ارتفاع ضغط الدم أو هبوطه بعد أن قام النصابون بتخويفهم زاعمين أنهم في حالة دخولهم المستشفى سوف يتم إلقاء القبض عليهم أو تبصيمهم وعند السفر سوف يسددون غرامة تصل إلى ١٠ آلاف ريال ومن لا يتوفر لديه هذا المبلغ الباهظ سوف يتم القبض عليه والزج به في السجن.. ولعل ذلك كان سبب عدم إدلاء هؤلاء الغلابة بأية معلومات وبيانات عن شخصياتهم مما زاد الوضع تعقيدا وبات من المتعذر التعرف على أي منهم. أخيرا.. همسة عتاب للسلطات في المملكة العربية السعودية التي قامت بحجز المخالفين من مختلف الجنسيات داخل ما يشبه المعسكرات ثم فجأة أطلقت سراحهم تاركين إياهم إلى المجهول بكل ما تحمله الكلمة من معنى بلا طعام أو شراب أو حتى بطاقة هوية مدون فيها الاسم والبلد حيث إن الشركات النصابة احتفظت بجوازات السفر لديها ولم تعطها لهم إلا في العودة التي لم تتحقق للأسف بل تاهت في غياهب الجب.ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. و..و..شكرا