** فى قلب المبيض يوجد شارع (يوسف عوض) وبالرغم من أنه ليس شارع كبير ولكنه يعتبر من أهم وأشهر شوارع المبيض والزيتون الغربيه عموماً
** الشارع متفرع من شارع وابور الميه وممتد إلى شارع المبيض وبه أهم عائله فى المبيض كلها وهى عائلة (المظلوم)
وجميعهم ناس محترمه وخدومه ومحبوبين من الجميع ولا يظن أحد أنى أعرفهم فأنا لست على علاقه وطيده مع أى فرد من عائلة المظلوم ولكن هذه هى الحقيقه
وأنا صغير فى أوائل السبعينات كان الذهاب إلى شارع (يوسف عوض) شبه يومى فى الصباح الباكر لإحضار اللبن من (حظيرة عائلة المظلوم) والتى كانت موجوده تقريباً فى منتصف الشارع
** على ناصية الشارع وعند تقاطعه مع شارع وابور الميه كان محل (صالح الجزار) وكانت أمى (الله يرحمها) تحب دائماً عمل (كفتة الأرز) عنده وكان تقريباً هو أول واحد جاب مكنة الكفته اللى بذراع كهربائى وهذه المكنه كانت تعتبر إختراع فى ذلك الوقت
أثناء حرب اكتوبر وكنا فى شهر رمضان المبارك وكنت أنا فى الصف السادس الابتدائي وأرسلتنى أمى لعمل كفتة أرز من عنده وكان زحمه جداً ويومها كان إصبع يدى اليسرى سينقطع بسبب ذراع هذه المكنه
** كان فيه (أم محمود) بتبيع ( عيش ومش وجبنه قديمه) فى غاية الجمال وكان (المش) يحتوى على قرون الفلفل الاحمر الحار وكانت بتبيع جبنه قديمه روعه وكان يوجد أيضاً عمى (حلمى العطار) وكنت أجيب من عنده العطاره لما أكون كسلان ومش عاوز أروح عند أولاد غيته فى المطريه وكان بيبيع الڤانيليا فى أزايز بيضاء صغيره جداً
** طبعاً بيت الطيبين فى آخر الشارع على الشمال وهو بيت الحاج/محمد كمال قطب وده بيت النبوغ والعبقريه والفن والتفوق العلمى
مهندس الديكور وفنان الخط العربي/سعيد قطب والدكتور رمز الأخلاق/سيد قطب والمهندس مصطفى قطب رحمة الله عليهم أجمعين وآخر حبتين فى هذا العنقود الفريد الأستاذ الدكتور/أحمد قطب أستاذ جيولوجيا المياه بكلية العلوم وصاحب موهبه فريده فى الخط العربي فى نفس الوقت وكذلك المستشار يسرى قطب صاحب القلب الكبير والخلق الرفيع
** وياسبحان الله كان فى نفس الشارع رجل (ع٠ س) لا أريد أن أتكلم عنه لأنه مات وربنا يرحم الجميع وأظن من سيقرأ هذا البوست سيعرفه وسيتذكره تماماً وخصوصاً قعدة الطبليه اللى فى الشارع
كان فيه واحده ست طيبه قوى وغلبانه فى آخر الشارع بتبيع جرجير وفجل وبقدونس وكسبره وكانت أحلى خضره تلاقيها عندها
** لا يمكن أنسى صديقى وصديق زمن الطفوله المستشار/مجدى بيومى وهو من سكان الشارع وبالرغم من أنه هاجر إلى الدنمارك منذ حوالى ثلاثين عاما لكنه عند نزوله فى الأجازات يكون حريصاً على مقابلتى
واليوم ذهبت إليه وأصريت أن يكون اللقاء فى البيت القديم بيت الحاجه (الله يرحمها) وعند دخولى الشارع ودخولى البيت مرت هذه الذكريات أمام عينى وكأن الزمن لم يمر
صحيح كل حاجه فى الشارع إتغيرت لكن مازال فيه عبق الزمن الجميل بناسه الطيبين