**لم يكن لقاء الشوط الثاني بين بيراميدز والأهلي مباراة في كرة القدم لكنه كان بمثابة عرضا لفصول مختلفة في المسرح الكروي التجريبي سواء من ناحية الأهلي الذي حدد هدفه من المباراة تماما وهو الثلاث نقاط ونجح في الحصول عليه رغم الاستفزازات التي عرف التعامل معها والتي يبدو أن المدرب الكرواتي لبيراميدز قد أدرجها في خطته بناء على انطباعاته من أداء الحكم الاسباني في المباراة السابقة ولم يعرف أن حكم اليوم ألماني من مدرسة أخرى تفضل التعامل المباشر مع الإنذارات والطرد في الحالات التي تستدعي ذلك .
**الفصل الأول يحمل أيضا خاتمة الفصل الأخير ونعني به ذلك الهدف الجميل الذي سجله وسام أبو على في شباك بيراميدز في الدقيقة ٣٠ أثناء أذان العشاء من أسيست رائع لإمام عاشور ..تلقاه بذكاء وسام أبو على لينفرد بمرمى أحمد الشناوي ويضعها بالمقاس.
**استبشر الجمهور الغفير خيرا بهذا الهدف..خاصة وهو يفتقد اليوم اللاعب القدير علي معلول الذي بدأ التأهيل من الإصابة الصعبة ومعها النبأ السىء الذي تلقته الجماهير قبل بدء المباراة بستاد الكلية الحربية بإصابة طاهر محمد طاهر أثناء التسخين مما اضطر كولر لاستبداله ووضع رضا سليم في التشكيل بدلا منه ..
**ويأتي مشهد النهاية بطولة وسام و هو يتلقى طوفان الحب والتقدير من الجمهور الغفير بعد ان ان انتهت المباراة بفوز الأهلي بهذا الهدف الغالي واختياره رجلا للمباراة في نفس الوقت ..ورغم أن دقة التصوير والإخراج في هذا المشهد حجبت عن الجماهير هدفا لم يسجل بواسطة كهربا البديل قبل نهاية الوقت بدل الضائع الطويل..إذ لعبها بغرابة في السماء ..ومن قبلها استعراض افشة أمام الشناوي.
**الفصل الثاني ونعني به الخشونة المتعمدة بقايا ثأر قديم يعتقد لاعب بيراميدز المغربي محمد الشيبي أنه حقا له من مباراة العام الماضي..أرادها في لقاء الأسبوع الماضي ولم يتمكن منها لكنه تمكن هذه المرة من حسين الشحات بمعونة بعض لاعبي بيراميدز الذين أحاطوا الشحات بمظلة لمنع الحكم من رؤيته فمنح الشيبي اولا الإنذار ،ثم كان من الشجاعة أن عاد إلى الفار وشاهد اللعبة مرة أخرى ليتراجع عن الإنذار ويمنحه طردا مباشرا و انقلب الملعب عدة دقائق عندما رفض المغربي مغادرة المباراة ب” أخلاق عالية” ! ومن الصدف أنه بعد دقائق يصل الطرد للاعب الأهلي خالد عبد الفتاح بعد حصوله على الإنذار الثاني .
**المشهد الثالث راياه رغم تقارب الاستحواذ بين الفربقين وبالتبادل بين شوطي المباراة مما قد يشعر الجمهور بأنها مباراة متكافئة مثيرة محددة الأهداف يين الفريقين
ولكن خان التوفيق هذه المرة المدرب الكرواتي في التشكيل وكذلك بالنسبة للدفع برمضان صبحي دون الإعداد النفسي الكامل بعد غياب طويل عن المباريات وظل الفارق -رغم تراجع الأداء بشكل عام – لصالح الأهلي لتمسكه بهدفه وهو الفوز وحافظ على هدف وسام ..دفاعا وهجوما ..حتى مر الوقت وحل التعب على اللاعبين بشكل عام إذ اقتربت المباراة من ١٢٠ دقيقة بحساب الوقت الضائع في الشوطين الأول والثاني .
**ومن هنا أننا نراها بالفعل مباراة كؤوس -كما سبق وصرح الجنرال كولر- عندما أكد أكثر من مرة أن المباريات الباقية من الدوري مباريات كؤوس وأكد على لاعبيه الانضباط في الملعب وهذا ما لمسناه مقابل عصبية لاعبي بيراميدز الزائدة في معظم اللعبات ليحصد شريط المباراة بالكامل تقدير المحللين والنقاد لفريق الأهلي واعترفوا بعد المباراة أن مسيرة المارد الأحمر تؤكد أنه الأحق ببطولة الدوري هذا العام رغم الصعاب..
**والآن نترقب لقاء الزمالك وبيراميدز الجمعة القادمة وإذا فاز فيه الزمالك -وهذا ما أتوقعه شخصيا من مدرسة الفن والهندسة -عندها يختفي فارق النقاط بين بيراميدز والأهلي في حالة فوزه وتكون له الأفضلية عند فوزه بالمباريات المؤجلة ، أما إن فاز بيراميدز وهو أمر وارد بما يملك من إمكانيات ولاعبين ونتمنى أن يكون ذلك عن جدارة واستحقاق .
صالح إبراهيم