تؤثر الظواهر المناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة، والفيضانات، والعواصف، والجفاف، على صحة الأطفال بشكل كبير. هذه الظواهر تؤدي إلى زيادة في الأمراض المعدية، وتدهور في جودة الهواء، وتصعب الوصول إلى الغذاء النظيف والمياه الآمنة، كل طفل معرض لخطر جسيم من تأثيرات تغير المناخ، ولكن الأطفال الذين ينتمون إلى الأسر ذات الدخل المنخفض هم الأكثر عرضة للخطر
مما يؤثر على صحة الأطفال البدنية والعقلية أزمة المناخ تغير الأطفال. الأطفال هم الأكثر عرضة للأمراض التي ستزداد انتشاراً نتيجةً لتغير المناخ، من قبيل الملاريا وحمى الضنك. ويتحمل الأطفال دون سن الخامسة قرابة 90 في المئة من عبء الأمراض التي يمكن عزوها إلى تغير المناخ. إن مسببات تلوث الهواء هي نفسها ما يتسبب بتغير المناخ.
ووفقاً لآخر الأبحاث من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، أمامنا أقل من 11 سنة لإجراء التحوّل الضروري لتجنب أسوأ تأثيرات تغير المناخ، ويلزم تخفيض مستوى ثاني أكسيد الكربون في الجو بمقدار 45 في المئة بحلول عام 2030 لمنع تجاوز الاحترار العالمي 1.5 درجة مئوية، وهذه هي المرة الأولى التي سينشأ فيها جيل عالمي من الأطفال في عالم أكثر خطورة بكثير وأقل يقينًا، فالتصدي لتغير المناخ والحد من تأثيراته أمران ضروريان لحماية أطفال العالم.
وثمة عدد كبير جداً من الأطفال (436 مليوناً) يواجهون عبئاً مزدوجاً يتمثل في مستوى مرتفع جداً من شح المياه وفي الوقت نفسه مستوى منخفض للغاية من خدمات مياه الشرب، ما يهدد حياة الأطفال وصحتهم وعافيتهم، لأنه هذا الأمر يُعد أحد المسببات الرئيسية للوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة الناجمة عن الأمراض.
وتضاف التحذيرات الجديدة لتحذيرات سابقة للمنظمة عام 2021 حول التهديدات العديدة التي تطول الأطفال تحت وطأة تأثيرات أزمة المناخ، بما في ذلك الأمراض، وتلوث الهواء، والظواهر الجوية المتطرفة من قبيل الفيضانات وحالات الجفاف.
ووفق المنظمة، فإن صحة الأطفال وتطور أدمغتهم ورئاتهم وأنظمة المناعة لديهم وغيرها من الوظائف البدنية الحاسمة تتأثر بالبيئة التي ينشأون فيها، وذلك من لحظة تشكلهم في الرحم وحتى يبلغوا سن الرشد. فعلى سبيل المثال، يعاني الأطفال من تلوث الهواء بصورة أكبر من البالغين، وبصفة عامة، هم يتنفسون بتواتر أسرع، كما تكون أدمغتهم ورئاتهم وأعضاؤهم البدنية الأخرى في طور النمو. ويواجه الأطفال في جميع أنحاء العالم أسوأ أزمة جوع بسبب تغير المناخ، بحسب تامر كيرولس، الذي يضرب مثالًا لذلك بأزمة سوء التغذية الحاد في الصومال، والتي يعاني منها 1,8 مليون طفل.
بالإضافة إلى كل ذلك، هناك ملايين الأطفال يعيشون في مناطق معرضة للفيضانات، أو لشح المياه والجفاف، ومن المتوقع أن تكون هناك زيادة في الأمراض الناجمة عن تغير المناخ، والتي لها آثار مدمرة على صحة الأطفال، مثل الملاريا وحمى الضنك، وأمراض الإسهال المنقولة بماء الشرب الملوث بعد هطول الأمطار بغزارة وإذا تواصل هذا الارتفاع فإن تداعياته على دورة الماء الطبيعية وعلى الغطاء النباتي والمحيطات سيكون كارثيا من خلال ارتفاع وتيرة ذوبان الثلوج وارتفاع مستوى البحر وموجات الحرارة الشديدة والجفاف والأمطار الغزيرة والأعاصير المدارية والفيضانات. مع الاحترار العالمي وتغير أنماط هطول الأمطار، وتواتر موجات الجفاف تؤكد الدراسات العلمية أن أنواع عديدة من الكائنات الحية النباتية والحيوانية ستتعرض لخطر الانقراض في المستقبل.
أن هناك تأثيرات غير مباشرة تتمثل في انتشار بعض الأمراض المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة، ما يؤثر على صحة الأطفال، مثل انتشار الأمراض المحمولة بواسطة البعوض كالملاريا، منوهاً بانعكاسات الأزمة على الزراعة والغذاء، حيث تؤدي التقلبات المناخية إلى تغيرات في إنتاج الغذاء وتوفره، ما يؤثر على تغذية الأطفال. وهناك تهدد آخر، وفق إمام، يأتي بسبب زيادة الكوارث الطبيعية، مثل الأعاصير والفيضانات، التي تفاقم من مخاطر تعرض الأطفال للإصابة بالأمراض والوفيات والتشرد.
وللتخفيف من هذه المخاطر، طالب إمام بضرورة ربط القطاع الصحي بتغير المناخ، وتفعيل أنظمة الإنذار المبكر للكوارث والأحداث المناخية، وتنفيذ استراتيجيات التكيف مع المخاطر للتخفيف من حدة تأثيرات التغيرات المناخية على صحة الإنسان.
يشكل تغير المناخ تهديداً مباشراً على مناحي الحياة بشكل عام والأطفال بوجه خاص، ويأتي ذلك نتيجة أن الأطفال هم الأكثر عرضة للأمراض التى يحدثها تغير المناخ، مثل الملاريا وغيرها من الأوبئة ويتحمل الأطفال دون سن الخامسة حوالي 90% من عبء الأمراض التى ترجع إلى تغير المناخ. ينتج تدهور صحة الأطفال عن العديد من الظواهر الجوية، التى بدأت تتفاقم خلال الأونة الأخيرة، أبرزها الأعاصير وموجات الحر، التى تهدد حياة الأطفال، وكذلك الفيضانات التى تؤثر بشكل رئيسي على جودة المياه مما يؤدي إلى انتشار أمراض مثل الكوليرا، التي تمثل خطراً جسيماً على الأطفال.
كما يعمل الجفاف على فشل المحاصيل الزراعية وزيادة أسعار الأغذية، مما يؤثر على قضية الأمن الغذائي، التي يمتد أثرها، على زيادة الهجرة، وعدم توفير حياة كريمة للجميع.
ويشكل تلوث الهواء أحد أكبر التحديات للأطفال، حيث يعيش حوالي مليوني طفل في مناطق تتجاوز فيها مستويات تلوث الهواء المعايير التى وضعتها منظمة الصحة العالمية، مما يجبرهم على تنفس هواء ملوث ويعرّض صحتهم للخطر، فضلاً عن نشره العديد من الأمراض، مثل مرض التهاب الرئة، الذى يعتبر من الأمراض المعدية الرئيسية المسببة للوفاة بين الأطفال أقل من 5 سنوات.
وترتبط وفيات الأطفال الناجمة عن التهاب الرئة ارتباطاً قوياً بنقص التغذية، ونقص المياه، وتلوث الهواء عموماً، بالإضافة إلى نقص إمكانية الحصول على الرعاية الصحية الجيدة.
كما يواجه الأطفال خطراً كبيرا، وخاصة بالنسبة للأسر ضعيفة الدخل، التى تواجه صعوبة أكبر في تحمل الصدمات المناخية، حتى أصبح فئة كبيرة من الأطفال قد يخسرون منازلهم وصحتهم وتعليمهم جراء الظواهر الجوية. ويفتقر حوالي 785 مليون شخص إلى خدمات المياه الأساسية، وبحلول عام 2040، من المتوقع أن يعيش 600 مليون طفل في مناطق يكون اقبال الطلب على المياه أقل من المتوفر.
ووفقاً لآخر الأبحاث من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، أمامنا أقل من 11 عاما لإجراء التحوّل الضروري لتجنب أسوأ تأثيرات تغير المناخ، ويلزم تخفيض مستوى ثاني أكسيد الكربون في الجو بمقدار 45% بحلول عام 2030 من أجل منع تجاوز الاحترار العالمي 1.5 درجة مئوية.
وإذا لم يتدارك الأمر سريعاً، فإن جيل الأطفال المستقبلي، سينشأ في عالم أكثر خطورة بكثير نتيجة تغير المناخ والتدهور البيئي.
وتكمن أبرز الحلول لمواجهة هذا الشبح، توفير الخدمات الصحية للأطفال والعمل على تحسين رصد تلوث الهواء، وخاصة في البلدان والمناطق، التي تفتقر تلك الأنظمة أو قد لا تتوفر مطلقاً وجعل الأطفال في أولوية الاستراتيجيات وخطط الاستجابة لتغير المناخ.
بالإضافة إلى دعم المنظمات إلى مبادرات تجعل المدارس والمراكز الصحية ومرافق المياه، والخدمات الأخرى الضرورية لصحة الأطفال، قادرة على مقاومة الصدمات المناخية والبيئية.
وتعمل منظمة اليونيسف للارتقاء بمجموعة من الحلول، أهمها الاستشعار عن بعد لتحسين تحديد مصادر المياه، واستخدام الطاقة الشمسية لضخ المياه، وأنظمة الإدارة الذكية لاستخدام المياه بكفاءة، إنارة المدارس باستخدام الطاقة الشمسية، ومضخات تعمل بالطاقة الشمسية للمجتمعات المحلية المعرضة لأخطار الجفاف والفيضانات، وبرنامج تجريبي للحماية الاجتماعية لتحسين خدمات التعليم والصحة للأطفال.—
دكتور القانون العام والاقتصاد الدولي
ومدير مركز المصريين للدراسات بمصر ومحكم دولي معتمد بمركز جنيف للتحكيم الدولي التجاري
وعضو ومحاضر بالمعهد العربي الأوربي للدراسات السياسية والاستراتيجية بفرنسا