الابن البكر المدلل الشرس الذي تسعي أمه وأخوه الأصغر لكسبه وده ورضاه ،اتقاء عصبيته وشره ، بعد وفاة والدهم استحوذ على كل الميراث المنزل والأرض الزراعية ، وطرد أخاه من المنزل وزوجته، أقام بالمنزل الكبير مع أمه ، زوجته الثانية صغيرة السن ،من عائلة فقيرة والتي زوجها إياه طمعا في ثروته ، لم يرزق منها بأبناء ،أجبر أمه أن تبيع له ممتلكاتها ، حدثت خلافات بين زوجته وأمه فطردها لتقيم عند ابنها الأصغر، مع أولاده وزوجته ، فقير بالكاد يعمل ويشقى للحصول على قوت يومه ليصرف على أسرته ،رحب بأمه ،وتقاسموا جميعا لقمة العيش في صبر ورضا،ماتت الأم بعدها حزنا وكمدا وقهرا تدعو بحرقة على ابنها البكري ، وتدعو للأصغر بالستر واليسر ، ازدادت ونمت ثروة الابن البكري، مستمرا في حرمانه لأمه وأخيه،في الوقت الذي جعله يغدق بلاحساب على ابنه الوحيد من زوجته الأولى التي لم تطلق الحياة معه لسوء طباعه ، كان شقيا متكبر ا عنيف مدللا ، مصاحبا للأشقياء ،كم اشتكى منه أهل القرية كثيرا لأبيه فلم يردعه بل تمادى أكثر فأكثر ،حتى تشاجر مع أحد أبناء القرية من عائلة كبيرة، فطعنه بمطواة في قلبه فأرداه قتيلا،لم يقتنع أهل القرية بحكم حبسه بالأشغال الشاقة ،والتي خففت في الاستئناف لبضع سنوات ،فاصروا على ترك الأب القرية ، والتنازل عن كل ممتلكاته كدية لأهل القتيل ،كان قد كبر في السن ، كسيرا ذليلا بعد حبس ابنه ، وفرار زوجته لبيت أهلها ومعها حليها ومدخراتها التي اكتنزتها دون أن يدري ، ليطلقوها منه بالأمر ،فلم يجد إلا حضن أخيه الفقير الذي وسع الله عليه،ليحتضنه وزوجته على الرغم من طردهما لأمه من قبل ، كان لايرى إلا والدموع في عينيه ،حتى أصيب باكتئاب شديد وحزن ، سار هائما على وجهه في القرى،يبيت في المقابر، ووجدوه ميتا بجوار قبر أمه.