شهادة لله وللتاريخ …
قال تعالى ( تلك أمة قد خلت لها ما كسبت و لكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعلمون )
من الشجاعة أن نطوي صفحات التاريخ بما فيها وما عليها .
لأن قراءة التاريخ لا يُحسنها الجميع ولا يُتقنها كل الناس .
ودائما تعلمنا في دورات السياسة ضمن (( برنامج الألف قائد أفريقي ) في. جامعة القاهرة العريقة والاتحاد الأفريقي ، أن تكون هناك نظرة استراتيجية مستقبلية تنظر للمستقبل وتتطلع للتجديد ، لأن الماضى لن يُغٓير منه شيئا ، لأنه هكذا سُطِرٓ في كتب التاريخ ، ولا شماتة ولا سب في من اجتهد وعمل وخدم وطنه وحافظ على مقوماته ، أصاب أو أخطأ فعلي الله حسابه أو ثوابه !!!!
والآن مع ……المستقبل …. والقادم الجميل …..
…شمس الشموس … وقمر الأقمار…. وعالم العلماء ..
الدكتور أسامة السيد محمود محمد سعد نعمان الأزهري Usama Elsayed Alazhary
عالم موسوعي متفرد بجميل صفاته وحسن أخلاقه وفقه الله وسدد خطاه في ما أوكله الله له من مهام جسام
ولمن لا يعرف الدكتور أسامة الأزهري فهو شخصية نادرة يكاد يتفق عليها جمع كبير من علماء الأزهر.
وقد ترجم لنفسه – في كتابه (أسانيد المصريين) (ص٣٤٣) فقال:
الفقير إلى رحمة مولاه القدير:
أسامة بن السيد بن محمود بن محمد بن سعد بن نعمان الأزهري الشافعي، كاتب هذه السطور.
ولدت في ثغر الإسكندرية بعد مغرب الجمعة 19 رجب سنة 1396 هـ، الموافق 16 يوليو 1976م، وقد قضيت في الإسكندرية سنواتٍ في مقتبل العمر، ثم رجع والدي إلى موطن الأهل والعشيرة في سوهاج من صعيد مصر.
ونشأتُ في كنفِ أبي، وقد عُرِف هو وآباؤه بالصلاح والفضل، ووعيتُ الدنيا على صلواته وأذكاره، وقد كان حافظًا لكتاب الله تعالى، محبًا للصالحين، يُحْيِي ليله بتلاوة القرآن، كأني به ما أكل حرامًا قط، مع سخاء النفس، ومحبة البذل والعطاء، فاعتني بأن أحفظ القرآن الكريم، وأن أتعلم في الأزهر الشريف المعمور، وإنْ يكنْ من شيء من الخير في ديني ودنياي فمن فيض دعواته.
ثم إني ما كنت لأذكر نفسي في هذا الكتاب، بجوار من ذكروا فيه من الأئمة والأكابر، إلا رجاء التشرف بالذكر معهم على وجه الخدمة لهم، وإلا فأين الثرى من الثريا، ولقد والله ترددتُ كثيرًا في كتابة هذه السطور، واستشرتُ أهل الفضل في ذلك، لشدة تصاغر نفسي عندي، ولكن هم القوم لا يشقى بهم جليسهم، وإذا استحكمت المرافقة تعذرت المفارقة، وقد أمرنا الله تعالى أن نكون مع الصادقين، وقد سلك الأكابرُ هذا المسلك، فترجم الحافظ ابن حجر لنفسه في كتابه: «رفع الإصر»، وترجم الحافظ السخاويُّ لنفسه في كتابه: «الضوء اللامع»، وترجم الحافظ السيوطيُّ لنفسه في كتابه: «حسن المحاضرة»، وترجم ياقوت الحموي لنفسه في كتابه: «معجم الأدباء»، وترجم الشوكانيُّ لنفسه في كتابه: «البدر الطالع»، سوى من أفرد لترجمة نفسه كتابًا مفردًا.
ثم إنه ليس من شرطي في كتابي هذا إلا أن أورد أهل الإسناد من المصريين، مع غض الطرف عما سوى ذلك، والفقير على ذلك الشرط.
فصل
أما شيوخي في الدراية فقد لزمتُ في صباي الشيخ الصالح محمد إسماعيل وقَّاد الشندويلي، وكان رجلا صالحًا معمرًا، قارب التسعين من العمر أو جاوزها، يحفظ «حاشية الصفتي على العشماوية»، ويلم بـ«الشرح الصغير» لسيدي أحمد الدردير، فانتفعت به وبصلاحه، وحفظت من لسانه فوائد ومسائل من تلك الحاشية، وكان هو قد لزم العلامة الشيخ علي عتمان-بالتاء المثناة الفوقية-، الملقب في تلك النواحي بـ: «مالك الصغير»، وهو الذي لقنه حاشية الصفتي مسألة مسألة، وقد انتفعت بالشيخ المذكور، وبصلاحه وبركته وفضله.
وانتفعتُ بشيخي، وشيخ مشايخي، العلامة الجليل الشيخ محمود حمدي الأزهري وكيل المنطقة الأزهرية، وقد كان عالمًا أزهريًّا جليلا، مفسرًا نحويًّا، يحفظ ألفية ابن مالك ويسردها رغم تقدم عمره، وكنت ربما لقيته وفي يدي نسختي من الألفية أتحفَّظُها، فسألني مرةً: ما هذا الكتاب؟ فقلت: «ألفية ابن مالك»، فقال: اقرأ، فقرأت منها حظًّا، فقال: «كم وددتُ لو قبلت فمك لعذوبة العربية فيه، وإني لأتوقع أن تكون شمسًا من شموس الدعوة في مصر».
ولزمتُ شيخنا العلامة المحدث النحوي الورع الشيخ أحمد محرم الشيخ ناجي، فقرأت عليه قطعةً صالحةً من: «شرح ابن عقيل على الألفية»، ومن: «حاشية العطار على متن الأزهرية»، ومن: «صحيح البخاري»، وكتاب: «تأنيب الخطيب» للكوثري كاملا، وقطعة من «التنكيل» للمعلمي، وقرأت على الشيخ من مؤلفاته، لاسيما من كتابه المسمى: «وقفات مفيدة، أمام توجيهات نبوية سديدة»، ومن كتب أخرى كثيرة، وقطعة صالحة من: «عمدة القاري» للبدر العيني، ومن: «فتح الباري» لابن حجر، ومن: «تفسير أبي السعود»، وكنتُ ربما قرأت للشيخ ما يرغب هو في مطالعته، فسردت على مسمعه كتبًا كاملة.
ولزمت شيخنا العلامة الأصولي الشيخ أحمد عبد العزيز السيد الإسنوي، فقرأت عليه كتاب: «قرة العين، بشرح ورقات إمام الحرمين» للحطاب الرعيني، وقرأت قطعة صالحة من: «لمع أبي إسحاق الشيرازي»، ومن كتاب: «الزبدة في علم الأصول» تأليفه، ومن باب القياس من كتاب: «نهاية السول» للإسنوي.
ولزمت شيخنا العلامة النحوي الشيخ عبد الصبور أحمد خلف منصور الأزهري، فقرأت عليه متن: «الآجرومية»، ومتن «الأزهرية»، وأكثر «قطر الندى»، ونحو النصف من «اللمع لابن جني»، و«شرح السيوطي على ألفية ابن مالك»، وقطعة من «تفسير النسفي».
ولزمتُ العلامةَ المعقولي الشيخ فوزي عرفة جاد، مستشار العلوم الفلسفية بمنطقة أسيوط الأزهرية، فقرأت عليه: «متن الشمسية» في علم المنطق، وقطعة من شرح «السلم»، وكتابًا له في علم الوضع، و«منظومة ابن سينا» في المنطق وغير ذلك.
ولزمتُ العلامة الفقيه الأصولي النحوي المفسر الجليل محمد هاشم محمود عمر السيوطي الحنفي، فقرأت عليه غالب «صحيح مسلم»، ونصف «الموطأ» رواية محمد بن الحسن، وحضرت عليه في «نسمات الأسحار لابن عابدين»، ثم قرأت عليه من «متن المنار»، و«العقيدة الطحاوية».
ولزمت العلامة المعقولي الشيخ: مصطفى عبد الجواد عمران العدوي، فحضرت عليه قسم التصورات من: «حاشية العطار على الخبيصي»، ومن كتاب: «الاقتصاد، في الاعتقاد» للإمام الغزالي، وقرأت عليه بحوثًا ومواضع كثيرةً من تفسير الفخر الرازي.
ولزمتُ العلامة المحدث السيد محمد إبراهيم عبد الباعث الكتاني، فقرأت عليه: «الشمائل المحمدية» للترمذي، و«موطأ مالك»، و«الأربعين النووية»، و«نخبة الفكر»، وألفية التزكية والسلوك المسماة: «رشفات أهل الوصال، ونسمات أهل الكمال» للعلامة عبد الرحمن بلفقيه، ومن: «تفسير ابن جزي» وغير ذلك.
ولزمت العلامة المتكلم الشيخ محمد عبد الفضيل القوصي، فحضرت عليه في مواضع من كتاب: «اللمع»، وكتاب: «رسالة أهل الثغر» كلاهما للإمام الأشعري، وبحوثًا من: «شرح المقاصد» للعلامة السعد، وبحوثًا من: «البرهان» للجويني، وغير ذلك.
ولزمت العلامة المتكلم الشيخ حسن محمود عبد اللطيف الشافعي، فحضرت عليه في كتاب: «تقريب المرام، شرح تهذيب المنطق والكلام».
وحضرت على العلامة محمد عبد الصبور هلال في علم المنطق قِسْمي التصورات والتصديقات، في كتاب من تأليفه.
وحضرت على العلامة المتكلم الفيلسوف الشيخ جميل محمد أبو العلا في علم الكلام، في كتاب من تأليفه.
وحضرت على العلامة المفسر الشيخ مجاهد محمد هريدي في قطعة من تفسير أبي السعود، وقطعة من كشاف الزمخشري، مع مواضع من تفسير القرطبي ومن مناهل العرفان، وغيرها.
وحضرت على العلامة الجليل الشيخ إبراهيم محمد عبد الله الخولي في مواضع من كتاب: «الوسيلة الأدبية» للحسين المرصفي، ومن كتاب: «النهاية في غريب الحديث والأثر» لابن الأثير، ومن كتاب: «إعجاز القرآن» للباقلاني، وغيرها.
وحضرت على العلامة الشيخ محمد محمود أحمد بكار في كتاب «تدريب الراوي» للسيوطي كاملا، مدة سنتين كاملتين، مع مطالعة بحوث من «فتح المغيث» للحافظ السخاوي، ومن «توجيه النظر» لطاهر الجزائري وغيرها.
وقرأت على شيخنا العلامة محمد بن محمد بن مسعود الزليتني الفرشوطي منظومته: (تمام المنة، في بيان عقيدة أهل السنة)، وله عليها شرح اسمه: (عرف الجنة).
وقرأت على العلامة المعمر الفرضي الشيخ شحاته سليم بُقَّة من كتاب «فتح القريب المجيب»، وقرأت عليه في علم المواريث.
ولزمتُ سماحةَ شيخنا الإمام العلامة الجليل الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية في قطعة من «صحيحي البخاري ومسلم»، وحضرتُ عليه «سنن أبي داود»، و«سنن الترمذي»، و«موطأ مالك»، وقطعة من «سنن النسائي»، وقرأت عليه قطعة صالحة من «سنن الدارمي»، و«لمع أبي إسحاق»، وحضرت عليه في كتاب «غاية الوصول» لشيخ الإسلام زكريا، وحضرت عليه: «فتح القريب المجيب» لابن قاسم، وغير ذلك كثير.
ولزمتُ شيخنا العلامة المحدث أحمد معبد عبد الكريم الفيومي الأزهري، فقرأت عليه بعض الأجزاء الحديثية، وطالت صحبتي له، ولا أحصي مقدار ما انفتح من بحوث الحديث والرجال والعلل في مجالس خاصة، فكان في ذلك بحرًا يتدفق.
إلى غير ذلك من المقروءات التي أتمها الله تعالى لي بفضله، أو ما زلت أتابع قراءته مع أشياخي رضي الله عنهم وجزاهم خيرًا، ولا سيما في مطولات كتب الحديث الشريف وغيره، والعلوم أرزاق، يأخذ منها كلُّ عبدٍ ما قُسِمَ له.
وممن عرفتهم وانتفعت بهم: العلامة الجليل الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، ترددت عليه كثيرًا، وسألته وانتفعت به، والعلامة الفيلسوف الدكتور طه عبد الرحمن، والعلامة الفقيه عبد الله بن بيه، والعلامة الفقيه سالم بن عبد الله بن عمر الشاطري، والعلامة المحدث أحمد محمد نور سيف، والعلامة المحدث حمزة عبد الله المليباري، والعلامة السيد محمد عجاج الخطيب الحسني،
والعلامة نور الدين عتر، والعلامة محمد بن ناصر السلامي مفتي تونس، والعلامة بركات دويدار، والعلامة عبد العزيز سيف النصر، والعلامة محمود أمين مكي، والعلامة المحدث محمد محمد عوامة، والعلامة الشيخ مصطفى اليدّاك، والعلامة المحدث الشيخ زهير بن ناصر الناصر الحلبي، والعلامة الفقيه أحمد عبد العزيز حداد، والعلامة الشيخ عبد الفتاح بركة، وقد ترددت على المذكورين كثيرا، وجالستهم، وسمعت من فوائدهم، وغيرهم كثيرٌ جدًا من العلماء الأجلاء جزاهم الله خيرا.
وأما شيوخي في الرواية فإني قد رويت عن المشارقة والمغاربة، فمنهم من لقيته، ومنهم من كاتبته، واجتهدت في ذلك برهة من الزمن ثم انصرفت عنه إلى المقصود من العلم وهو الدراية، وأنا أتمثل في ذلك مسلك الأئمة من السابقين، كما أنني استجزت من أناس من طبقات مختلفات في السن والعلم والرواية، وقد نقل ابن الصلاح رحمه الله في المقدمة قول وكيع بن الجراح: (لا ينبل الرجل من أصحاب الحديث حتى يكتب عمن هو فوقه، ومن هو مثله، ومن هو دونه).
وهذا ذكر أسماء بعض شيوخي في الرواية، وقد رتبتهم على حروف المعجم:
إبراهيم بن صالح الحسيني النيجيري مفتي نيجيريا، إبراهيم بن عبد الله الخليفة الأحسائي، إبراهيم بن محمد بن الصديق الغماري، أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن حسين الحبشي، أحمد جابر جبران الشافعي، أحمد بن عبد الرزاق الرقيحي الصنعاني، أحمد بن عبد السلام بن أحمد السوداني، أحمد بن علوي الحبشي، أحمد علي بن محمد يوسف السورتي، أحمد مختار بن عثمان رمزي الكردي، أحمد بن محمد نور سيف المهيري، أحمد بن معبد بن عبد الكريم الفيومي الأزهري، أكرم عبد الوهاب محمد أمين الموصلي، أبو محمد باوا مسليار الويلتوري القادري الهندي، التهامي بن محمد بن محمد الوزاني التجاني، جعفر بن محمد بن حسين السقاف، جمال بن فاروق الدقاق الحسني، حامد أحمد أكرم الخوقندي المدني، حبيب الله قربان علي المظاهري، الحسن بن محمد بن الصديق الغماري، حسين بن السيد أحمد البدوي بن صالح بن علوي جمل الليل، حسين أحمد عسيران، حسين بن محمد بن هادي السقاف، حمزة بن عبد الله المليباري، رفعت فوزي عبد المطلب، زين بن إبراهيم بن سميط، محمد زكريا البخاري المدني، سعد سعد رزق جاويش، سالم بن عبد الله بن عمر الشاطري، صبحي البدري السامرائي الحسيني، ضياء الدين بن محمد نجم الدين الكردي، عبد الحكيم محمد الأنيس، عبد السلام محمد محمد حبوس الشرقاوي، عبد الغني بن محمد علي الدقر الدمشقي، عبد الفتاح بن حسين إسماعيل راوة المكي، عبد القادر بن أحمد بن عبد الرحمن السقاف، عبد الله بن أحمد بن محسن الناخبي، عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل آل عقيل الحنبلي، عبد الله بن عبد القادر التليدي الحسني، عبد الله بن محمد المشري الشنقيطي، عبد الله بن محمد بن علي بن محمد ابن الإمام عيدروس بن عمر الحبشي، علي بن جمعة بن محمد الأزهري الشافعي مفتي الديار المصرية، علي أحمد السنديلوي اللاهوري، علي بن محمد توفيق النحاس، كمال الدين بن محمد العزيز جعيط مفتي الديار التونسية، مالك بن العربي السنوسي، محمد أبو الهدى بن إبراهيم اليعقوبي، محمد إبراهيم حلمي القادري، محمد بن إبراهيم بن عبد الباعث الكتاني، محمد بن أبي بكر بن أحمد بن حسين الحبشي، محمد أمين سراج الحنفي، محمد عبد الرحيم بن جاد بن السيد بن بدر الدين الحسيني، محمد درويش الخطيب الحلبي، محمد بن سعد بن بدران الدمياطي، محمد بن سعيد بن عبد الله بن سعيد البيض باعلوي، محمد بن عبد الرحمن با شيخ، محمد عبد الحكيم شرف القادري، محمد بن علي عجلان الصنعاني، محمد الفاتح بن محمد المكي بن محمد بن جعفر الكتاني، محمد مطيع الحافظ الدمشقي، محمد نمر بن عبد الفتاح الخطيب الحيفاوي ثم المدني، محمد عبده سليمان الأهدل، محمد بن علوي بن عباس المالكي، محمد بن هاشم بن محمود بن عمر السيوطي الحنفي، محمد فوزي فيض الله الحلبي، محمد سعيد الكحيل الحمصي، محمود بن أحمد الزين الحلبي، مصطفى أبو سليمان الندوي المنصوري، نافع بن العربي السنوسي، محمد نبيه بن نجيب سالم الحلبي، وهبي سليمان غاوجي الألباني، يسري بن رشدي بن السيد الصديقي الشافعي، يوسف بن عبد الرحمن المرعشلي، يوسف بن عبد الله القرضاوي، وغيرهم كثير.
وقد ذَكَرنِي العلامةُ الشيخ محمد عبد الحكيم شرف القادري في ثبته: (الجواهر الغالية) ضمن شيوخه في الرواية، فقد تدبجتُ معه، وذكرني الشيخ أسامة السيد عبيد التيدي في ثبته: (حلية الجيد)، وترجم لي صديقُنا البحاثة المسند المؤرخ بشار بن يوسف الحادي في ثبته المسمى: (الإقليد، في تحرير الأسانيد)، وترجم لي تلميذُنا محمد حياة حسني جينتنج بن محمد حياة اللنكاتي الأزهري الأندونوسي في ثبته المسمى: (معجم الشيوخ).
ثم تبقى من بعد ذلك مُجْرَياتُ الحياة، وأحداثُها ومواقفُها، وما اتفق فيها من العجائب، وما تحصل في مُدَّة العمر مع كثرة السفر والرحيل من الغرائب، وما تراكم من الفوائد من لقاء الشيوخ، ومداخلة العلماء من المشارقة والمغاربة، إلى غير ذلك مما لا تحيط به هذه العجالة، كل ذلك على رغم قصر المدة، وحداثة السن، ولله تعالى الحمد والمنة على سوابغ نعمه.
ولا يستوقفني في كل ذلك إلا ما عهدتُه، وشهدتُه، وتعودتُه من لطف المولى سبحانه، فله الحمد والمنة على سوابغ مننه، وكريم عطائه، ولا حول ولا قوة إلا به سبحانه، فمن ذلك أنني رأيت في ليلتي هذه فيما يرى النائمُ أنني في بضعة نفر، ويقف معنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، ونحن حوله جلوس، فكان مما ذكره لنا أن النبيَّ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم شرب مرةً من كوب، ثم ناوله إياه، فشرب هو من الموضع الذي شرب منه النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وكان بين يدي ابن عباس وهو يحدثنا بذلك كوب يشرب منه، فناولني إياه وهو يشير لي إلى الموضع الذي شرب منه، فشربت منه بفضل الله تعالى، وقد خصني ابن عباس رضي الله عنه بذلك من بين الحاضرين، فلله الحمدُ والمنةُ على واسعِ جوده وفضله، وقد روى البخاريُّ أنه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: (لم يبق من النبوة إلا المبشرات)، وقد أَوْلَمْتُ يومها لشدةِ ما نازلني من السرور والشكر للمولى سبحانه على هذه النعمة.
فصل
وقد منَّ الله تعالى على عبده الفقير بعددٍمن المؤلفات، منها كتاب: (إحياء علوم الحديث) طبع، وكتاب: (أسانيد المصريين، جمهرة في المتأخرين من علماء مصر، ومناهجهم، وبيان سلاسل أسانيدهم، وذكر أسانيدنا إليهم) وهو ذا بين يديك.
وكتاب: (المدخل إلى أصول التفسير)، وكتاب: (الإمعان، في محاور سور القرآن)، وكتاب: (العلاقة بين الفقه وأصوله)، وكتاب: (الذين ترجموا لأنفسهم)، ورسالة اسمها: (الأُسَرُ العِلْمية)، وكتاب: (عقد الجوهر، والسند الأصح الأشهر، فيما رواه أحمد عن الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر)، وكتاب: (التأصيل لمنهج السلف في الفهم)، وكتاب: (خريطة العلوم الشرعية)، وكتاب: (هداية الأمم، بما في الأربعين النووية من المقاصد والحكم)، وكتاب: (معجم الشيوخ) وهو الثبت الذي ذكرت فيه شيوخي في الرواية، وقد طبع في ماليزيا، وجمعت كتابًا آخر أوسع منه في الغرض نفسه اسمه: (الروض النضير، في معجم الشيوخ الكبير) يخرج في مجلدين، و(من لقب بمسند الدنيا، ومعنى ذلك اللقب)، و(الحدائق في المسائل المنثورة)، و(المقتطف، من فوائد الحواشي)، و(الطِّيبُ العَنْبَرِي، في طرق حديث: «ما بين قبري ومنبري»)، و(جزء حديثي حافل في طرق حديث: «أنفق ولا تخش من ذي العرش إقلالا»)، و(إرشاد المستفيد، إلى أن الغريق منه شهيد ومنه غير شهيد)، و(درة المحدثين) وهو نظمٌ حول الكتب الستة ومزاياها وأهم شروحها، ألفته وأنا ابن إحدى وعشرين، وقرأته على شيخنا العلامة أحمد محرم الشيخ ناجي فاستحسنه جدًّا، وقرأت بعضه على شيخ مشايخنا العلامة الشيخ موسى شاهين لاشين فاستحسنه كذلك، وديوان شعر اسمه: (شَدْوُ القيثار، في منثورات الأشعار).
وغير ذلك من التصانيف، والله أسأل أن يستعملنا في مرضاته، وأن يبلغ بنا دينه، وأن يحيينا على طاعته، وأن يجعل خير أيامنا يوم لقائه…….
نسأل الله لسيادته التوفيق والسداد والنجاح في قيادة وزارة الأوقاف..وعونا للدعاة والعلماء وجميع العاملين في وزارتنا المباركة ….إنه ولي ذلك والقادر عليه …