كلما سمعنا بأن الدولة تتخذ إجراءات عديدة ومتنوعة وأيضا سريعة للنهوض بالصناعة في مصر أو بالأحرى بإحياء الصناعة المصرية.. نزداد اطمئنانا فوق اطمئنان لأننا نؤمن إيمانا جازما بأن هذا النشاط الإنساني المتميز هو السبيل لتحسين أحوال الشعوب ومواجهة ما يتعرضون له من أزمات.
ولعل الأمثلة في هذا الصدد معروفة سواء أكانت محلية أو إقليمية أو دولية..
مثلا.. عندنا في مصر نجد المصانع عندما تفتح أبوابها للعمالة يأتي العائد إيجابيا على هؤلاء العمال أنفسهم وعلى صاحب المصنع.. ولعل تجربة الحاج محمود العربي تعد من أفضل التجارب وهي تجربة مشرفة بكل المقاييس.
نفس الحال بالنسبة لتجربة آل السويدي كذلك شركة أوراسكوم والتي يملكها نجيب ساويرس وأخواه وهي شركة ذاعت شهرتها عالميا في أعمال البناء والتشييد.
***
أما ما وراء الحدود فهناك سنغافورة التي لم تكن تملك من مقومات الحياة شيئا يذكر فإذا بها تقفز إلى مصاف أغنى الدول نتيجة التركيز على الصناعة واستثمار أهل الجزيرة في إنتاج ما يمكن تصديره للخارج.. وقبل ذلك بريطانيا التي أقامت اقتصادها على الصناعة فجاء عليها يوم صارت فيه من أغنى الدول.
ثم..ثم.. هل ينكر أحد أن سبب نهضة أمريكا هي القاعدة الصناعية التي تملكها في شتى المجالات والتي جعلتها الأولى في صناعة الدواء والسلاح في آنٍ واحد؟!
***
من هنا فإن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي التي تقضي بتطوير الصناعة-كما أشرت –سوف تحدث تغييرا جذريا في وجه الحياة في مصر.. من هذه التوجيهات على سبيل المثال عدم غلق المصانع إلا وفقا لضوابط محددة وسهولة إصدار التراخيص وتوفير الأراضي بأسعار رمزية فضلا عن توحيد الجهات التي تتعامل مع المصانع بحيث لا تنفرد هيئة بإصدار قرارات دون علم الهيئات الأخرى والأهم والأهم اقتحام مجالات جديدة مثل تصنيع التليفونات المحمولة في مصر وهذه ولا شك سوف تحدث طفرة كبيرة حيث إن استهلاك المصريين من التليفونات المحمولة يكاد يفوق نظراءهم في الدول الأخرى.
***
وغني عن البيان أنه كلما ازدادت قواعد التصنيع في المجتمع كلما توارت نسبة البطالة لأن الصناعة تتيح أكبر فرص عمل بالنسبة للشباب بل وكل الأعمار وما يؤكد ذلك أن سنغافورة التي سبق أن أشرت إليها ليس فيها “عاطل” واحد.
***
عموما نحن متفائلون خيرا ولا شك..
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فالواضح أن الفريق كامل الوزير الذي كلفه الرئيس عبد الفتاح السيسي بملف الصناعة رجل فاهم ومدرك لحقائق الأشياء ولديه القدرة على تحمل الأعباء الثقيلة وقد بدا هذا واضحا عندما تولى قطاع النقل وأحدث فيه تحسنا ملموسا وبالتالي نحن ننتظر منه الكثير في مجال الصناعة ..
والله الموفق..
***
و..و..شكرا