هو إمام أهل السنة ، صاحب الأصول ، حامي حمى العقيدة ، المدافع عن الشريعة ، حبر الأمة الأمين ، الذي سعى في حفظ قواعد وأصول الدين حتى أتاه اليقين ، التقي النقي والبر الذي قام في نصر ملة الإسلام بالعقل والنقل حتى أزاح عنها الشبه ونقاها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس .
هو الإمام : علي بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري ، شيخ طريقة أهل السنة .
أخذ علم الكلام أول ما أخذ عن شيخه أبي علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي ، شيخ المعتزلة ، ثم أراده الله ـ عز وجل ـ لنصرة دينه فشرح صدره للحق فاختلى بنفسه مدة من الزمن ثم خرج إلى الجامع وصعد المنبر
وقال : معاشر الناس إنما تغيبت عنكم لأني نظرت فتكافأت عندي الأدلة ، ولم يترجح عندي شيء على شيء فاستهديت الله ـ عز وجل ـ فهداني إلى اعتقاد ما أودعته في كتبي هذه ، وانخلعت من جميع ما كنت أعتقده كما انخلعت من ثوبي هذا .
وكان من بين ما ألف كتاب ( الموجز ) و ( مقالات الإسلاميين ) و
( الإبانة ) .
قال عنه التاج السبكي في الطبقات : كان الأشعري تلميذًا للجبائي وكان صاحب نظر وذا إقدام على الخصوم ، وكان الجبائي صاحب تصنيف وقلم إلا أنه لم يكن قويًا في المناظرة ، فكان إذا عرضت مناظرة قال للأشعري : نب عني أ/ هـ .
وقال الأستاذ أبو إسحاق الإسفرايني : كنت في جنب الشيخ أبي الحسن الباهلي كقطرة في جنب البحر ، وسمعت الباهلي يقول : كنت في جنب الأشعري كقطرة في جنب البحر .
وقال الإمام أبو بكر الصيرفي : كانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى أظهر الله ـ عز وجل ـ الأشعري فحجرهم في أقماع السمسم .
وأخبر القاضي أبو بكر الباقلاني عن نفسه قائلًا : أفضل أحوالي أن أفهم كلام أبي الحسن الأشعري .
عاش الإمام الأشعري عمرًا عامرًا بالصلاح والإصلاح والتأليف والتدريس ، ناشرًا ألوية السنة في الآفاق حتى توفاه الله ـ عز وجل ـ سنة 324 هـ فجزاه الله ـ عز وجل ـ عنا وعن الإسلام خير الجزاء .