التسليم والتسلم.. علامتان واضحتان في حياة الإنسان المصري الجديد
*الاحترام المتبادل أصبح شبه سياسة تؤكد معاني التغيير
*هل هذا معقول يا سادة يا كرام:
شعب جائع وتائه وخائف وسط الملايين من ساكني القصور ويلعبون بملايين الجنيهات؟!
أخيرا.. شهدنا بأعيننا سقوط مخالفي السياحة المتلاعبين بأقوات الناس
*لماذا تتوالى عمليات إعادة الآثار المنهوبة؟
دائما الواقع القائم هو الحكم على الأشياء وحتى قبل الحكم النهائي فإن هذا الواقع كفيل بتقديم المؤشرات التي تؤكد وصوله إلى الأهداف الحقيقية.
وغني عن البيان أن النتائج عندما تكون إيجابية فالمجتمع يشعر عندئذ بالراحة والطمأنينة والأمان طبعا عكس النتائج السلبية..
وأنا شخصيا توقفت خلال الأيام الماضية أمام مشهدين حضاريين في جمهوريتنا الجديدة.. المشهد الأول ظاهرة التسليم والتسلم بين القيادات الجديدة ونظيراتها السابقة والمشهد الثاني تلك العبارات الحسنة التي يتسم بها الحوار الواقع بين هؤلاء وأولئك .
***
مثلا.. عندما صدر التشكيل الوزاري الجديد لم يحاول الوزير السابق أن يتحاشى لقاء سلفه الذي كان يشغل نفس الموقع على مدى سنوات طويلة بل كان حريصا على التواجد في مكتبه في نفس التوقيت الذي تعود الحضور فيه دون أن تبدو عليه علامات الاكتئاب أو التعجب أو شيء من هذا القبيل.
واستقبل موظفي الوزارة الصغار والكبار على حد سواء الذين حرصوا على أن يحدثوه في أمور شتى وعندما حان موعد وصول الوزير الجديد أصر السابق على أن يتحرك من المكتب الرسمي حتى باب الوزارة .. وبدت بالفعل صور الاستقبال لا تشوبها علامات زيف أو نفاق أو اعتراض.. أو..أو..!
ثم..ثم.. أمضى الجميع ما يقرب من ثلاث ساعات يتبادلون الرؤى ويبدون المشاعر الصادقة التي تساعد السفينة في وضعها الجديد على الإبحار في أمان وصفاء..
وجاء المشهد الثاني مشهد الوداع حيث عاد الجميع يخرجون من المكتب إلى الباب الرئيسي ووقفوا حول السابق والحالي بالحب والمودة وظلت تلك المشاعر إلى أن تحرك الركب وحدد كل شخص دوره ومهمته في المرحلة القادمة.
أيضا.. توقفت عند نفس المشاهد يوم أن جاء المفتي الجديد إلى مقر عمله في نفس الوقت الذي غادر فيه المفتي السابق نفس المقر وأذكر أنني وقتئذ أشرت إلى ذلك وأشدت بما جرى أبلغ إشادة.
***
المهم أنني أقصد من هذا كله أن أقول إن تلك هي بالفعل إحدى قواعد بناء الإنسان الجديد وهو البناء الذي يقوم من بين ما يقوم على صون الكرامة وعلى احترام الآخرين وعلى طرد نوازع الغيرة أو الحقد أو الكراهية من النفوس ..كل النفوس.
وهنا قد يسأل من يسأل:
ومن يضمن أن هذا التوجه المتميز والمحترم يمكن أن يستمر على طول الخط بينما نعرف جميعا أنه في أحيان كثيرة يضع الناس فيما بينهم ما يسمى “قصر النفس” يعني كل تلك الشواهد معرضة للإلغاء أو التوقف أو..أو..؟!
وأنا أقول لهؤلاء إن المجتمعات لا تحكمها مؤثرات وقتية أو معرضة للتغيير بين كل فترة وأخرى فما بالنا إذا كانت هي الأساس في مجتمعات راقية وقادرة منذ بدء الخليقة على إدراك الأمور التي لا يختلف عليها اثنان.
إذن ونحن نضمن بأن الإنسان المصري الجديد سوف يشق طريقه نحو آفاق الغد بثبات وروية وثقافة وغيرية اجتماعية فهذا الإنسان أولا وأخيرا أنا وأنت وهو وهي يعني نحن بناة الحضارة والمجد في آنٍ واحد.
***
والآن اسمحوا لي أن نعرج سويا إلى واحد من أهم جدران المسيرة الإنسانية وإن كان لا يهم في الأساس إلا من ينشغلون به أو علاج ثغرات أو محاولة زيادة ما يشد عضده ويقوي بنانه وأعني به التضامن العربي..
التضامن العربي يظل دائما وأبدا مثار شغلنا الشاغل سواء داخل منطقتنا العزيزة على قلوبنا أو خارجها .
بالأمس استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي محمد شياع السوداني رئيس وزراء العراق ولا جدال أن اللقاء في مثل هذا التوقيت ينطوي على دلالات عديدة .. أهمها أو على رأسها التأكيد على وحدة العراق وسلامة أراضيه ثم التحذير والتحذير من خطورة الأوضاع في غزة.
نعم نعرف أن العراق مازال يعاني حتى الآن من احتلال أجنبي يجثم فوق صدور أبنائه وهو احتلال لن يغادر الأرض بعد أن استولى عليها بسهولة.
كما نعرف أن المؤامرات التي تحاك بالعرب الآن كثيرة ومتعددة وأيضا ماكرة.
لذا فالأمور تحتاج إلى من ينبه ويحذر دون وقوع مزيد من الأخطاء.
والرئيس السيسي ولا شك حريص أبلغ الحرص على التضامن العربي بشتى صوره وأشكاله فهو يعقد اللقاءات المستمرة بهدف تعزيز هذا الموقف وهي لقاءات إما داخل مصر أو خارجها.
المهم الهدف واحد ومادامت النوايا واضحة وضوح الشمس فإن الآمال سوف تتحقق بإذن الله.
أيضا الموقف في غزة يزداد خطورة يوما بعد يوم ومهما كان الحال فإن التحذير من اتساع الصراع لابد أن يتأكد دائما وأبدا وهذا ما يفعله الرئيس السيسي حتى يأتي يوم يعرف فيه نتنياهو أن الله حق.
وبكل المقاييس سوف تظل الحلوق زاخرة بالألم والبؤس والبكاء فوق الأطلال ولا شك أن الأوضاع في هذا المجتمع الدولي يستحيل أن تستقيم في ظل وجود شعب جائع فقير مشرد لا يجد مكانا واحدا حتى داخل حطامات المباني أو ما كانت مباني..
فهل هذا يليق أيها السادة في أي مكان تكونون..؟!
***
ومن إيجابيات هذا العصر أن الانضباط هو الذي يحكم الناس في المجتمع ولعلنا سعدنا جميعا عندما عرفنا أن شركات السياحة التي تلاعبت بمصالح الناس في موسم الحج قد تم سحب تراخيصها وبالتالي أصبحت ممنوعة من مزاولة نشاطها .. هذا هو الكلام لقد كانوا يعتقدون أنهم سوف يضربون ضربتهم اللعينة ويمضون إلى حال سبيلهم لكن لا وألف لا.
***
أخيرا انتباه.. انتباه..
ألا يسأل كل واحد منا نفسه.. هذا التسابق على إعادة آثارنا المنهوبة في الخارج لماذا زادت حركته هذه الأيام وتلك الآثار منهوبة منذ زمن طويل ونادرا نادرا ما يفكر السارقون في إعادتها؟!
لكن ها هي مصر بقوتها وثقلها وعمق تأثيرها في العالم الكل حريص على إرضائها وعلى التقرب منها وتلك هي النتائج تتوالى بإذن الله وفضله.
ولك الحمد والشكر يا الله..
***
و..و..شكرا