**غدا الأحد يودع الاهل والأصدقاء والأحباب واحدا من أهم مبدعي الدراما وكتاب السيناريو والحوار خلال الأربعين عاما الأخيرة وربما منذ نشأة التليفزيون ..إنه الراحل الكريم صديقي الأستاذ عاطف بشاي ( ٦٩ سنة) الذي انتقل إلى دار البقاء بعد إصابته بجلطة في المخ وإجراء عملية جراحية زاره بعدها صديقنا المشترك الأستاذ محمد شعبان المشرف العام على كنج توت للإنتاج الإعلامي حيث كتب للشركة أكثر من عمل درامي منها تاجر السعادة وعمارة يعقوبيان
وقال لنا عقب زيارته للمستشفى قبل ساعات أنه تحدث معه وكان صوته خافتا وتعرف عليه وتمنى له الشفاء لكن حدث القدر المحتوم وأصبح كاتبنا المبدع روحا طاهرة ترفرف علينا من السماء وتنتظرنا الأحد في كنيسة كليوباترا بمصر الجديدة يوم الوداع الحزين..
**كان إبداع عاطف بشاي واضحا منذ السنوات الأولى لعمله بالتليفزيون ويذكر له أن الأعمال التي قدمها- لا سيما في الكوميديا- كانت مميزة ومازالت تلاقي النجاح نفسه عند إعادة بثها من حين إلى حين مثل مسلسل لا و يارجال العالم اتحدوا وأفلام التليفزيون مثل الوزير جاي وفوزية البرجوازية والمجنون وغيرها من الأعمال الجميلة ..
**ورغم أن إبداع عاطف بشاي كان معروفا بالدقة والإعداد المستفيض للعمل حتى أنه كان يقضي الوقت وحيدا بعيدا عن أسرته حتى يندمج في عالمه الخاص ويعطي شخصياته الطابع المصري الخاص ..ولم يعرف عنه أبدا التسرع في الأعمال أو قدم أعمالا غير ناضجة مما اكسبهوشهرة واسعة وجعل اسمه علامة مسجلة في الإبداع المميز والإنتاج المتكامل الذي يحظى بإبداع الجميع ..
**رحل عاطف ومازال لدينا في قلوبنا وعقولنا الكثير مما يمكن أن نقوله نحن الذين عرفوه وخالطوه ولكن عزاؤنا ليس فقط في أعماله الإبداعية التي أصبحت رمزا للدراما النظيفة والمبدعة وأيضا في أسرته الصغيرة التي وفر لها كل المناخ للتفوق والعطاء..
**خالص العزاء للأسرة الكريمة وعلى الأخص شقيقه الغالي الصديق الصحفي والكاتب المرموق مدحت بشاي بالمصور الغراء
وهكذا يمضي في هدوء واحد من زهور قوتنا الناعمة لكن مع أمل أن يعوضنا القدر عنه بمبدع جديد من الشباب يواصل الطريق.
صالح إبراهيم