تعجبت من تقرير التعبئة والاحصاء بأن الأمية فى مصر بلغت 16.1% بدءا من سن 10 سنوات، ولأن هذا طبعا غير منطقى مع وزارة تعليم الأمية التى خسفت بنا الأرض بشعار التطوير، وأذكر أن هذه النسبة كانت معلنة منذ 15 عاما وقت أن كان فيه شئ من التعليم، ونتيجة التسرب، أى أن الأولاد كانوا ينقطعون عن التعليم لظروف أسرية ومادية.. لكن بعد أن جاء “وزراء تدمير التعليم” تباعا أصبحت الأمية أضعافاً، حتى بين المنتظمين وأصحاب “الدبلون”، حتى أبناء الثانوى العام غير مطالبين بالكتابة سوى إشارة صح على الإجابة، وكانت شكوى الملاحظين بالامتحانات، أن الطلاب لا يعرفون كتابة أسمائهم مقروءة، وأنه وحسب دراسة فإن 97% من طلاب الثانوية لا يستطيعون القراءة السليمة لموضوع باللغة العربية، حتى إن الوزارة وضعت مشروع” القرائية” لطلاب الابتدائى والإعدادى فترة، أنفقت فيه مئات الملايين من الجنيهات دون شئ، ربما أن أحد الأسباب فى قانون التعليم الأساسى، فالطالب الذى يرسب فى عام، يجرى إنجاحه فى العام التالى لولم يحضر الامتحان، بينما نجد الأمية الكتابية صفرا فى الدول المتقدمة، وتطلق الصفة على من يجهل استخدام أدوات العصر التكنولوجية، الكارثة زادت بوزير لا علاقة له بالتعليم فكرا وعلما وخطة وثقافة. لشعب فاتته فرص التقدم عمدا، وبلا حول أو قوة، وجاءت الضربات فى أعلى مستوياتها فى الثانوية العامة بتغييرات جوهرية بالمناهج. أما النتائج نجدها فى ارتفاع نسبة رسوب طلاب الجامعات ومستوى الخريجين الضحل الفاضح، مع امتحانات مسخرة بنظام صح وخطأ مرتبطة بالغش وقتل المواهب والإبداع فى كل المواد، لينتهى عصر الجيل المبدع الصانع وتبقى مصر بذيل العالم، برغم إمكاناتها الطبيعية والبشرية الهائلة، لأننا نحارب العلماء والمبدعين ونسمح للجهلة والفاسدين بالقمة حتى انحدرنا، على كل التستويات فالأمية القرائية لا تقل عن 50% بين المواطنين والثقافية أكثر من 90% لمواطن يعانى مشكلات يومية فى توفير الغذاء وسط الكواء والبلاء، من المنظور..هل نحن شعب جاهل كسول فاشل؟! هذه هى ترجمة انتشار الأمية فى قرن التحديات الذى لا يرحم، وتكشفه نظرة الحكومة لرواد العلمين وساحل الشر، ليعيش 95% بالطبقات الدنيا بدولة تفتخر بالمعونات والقروض التى لا تفيد المواطن الذى يحلم بالهرب من مصر. ..