لماذا بكيتُ؟!
وكنت اتفقت مع النصل أن ننزع السهم دون عناءْ.
لماذا نزفتُ؟!
وكنت اتفقت مع القلب أن نغلق الجرح دون بكاءْ.
لماذا تعود الطيور بنظرتها حين تمضي بعيدا عن العش
بعض الحنين يؤرقها في السماءْ.
سندرك أن الأحاسيس ليست فطيرة جبن نقطعها،
ثم نأكلها في الغداءْ.
سندرك أن الذي يتبقى من الكأس كأسٌ،
وأن الذي يتبقى من الفرع فأسٌ،
وأن الهواء الذي حولنا مستحيلٌ علينا
بأن نتخيلَ
أنَّا سننزع منه الهواءْ.
حريُّ بنا أن نقيس المسافةَ بين التطهر والحزن،
بين التملك والحب،
بين التمرد في لحظة الضعف والكبرياءْ.
قرأنا الرواياتِ،
عشنا مصائر أبطالهِا وانزعجنا
لأن النهاياتِ كانت مغلفةً بالأسى والشتات.
لأنَّا نحب النهايةَ حين يعانق فيها الثباتُ النباتْ.
إذن
فاقرؤوا ما تشاؤون من كتب الشعر،
أو فاسمعوا ما تحبون من غزل وغناءْ.
غدا سوف ينتصر الحزن في لحظة الحسم
حين تكفون عن لعبة الكشف والاختباءْ.