نعم الله كثيرة ولا تحصي ومنها ماهو ملموس وتشعر به دائما ومنها ما لا تعلمه ولا تشعر به وهى أيضا كثر ومن أهم هذه النعم لطف الله بعباده وخاصا عند حدوث المصائب والشدائد وفقدان الأحبة وأحيانا لا نصدق ولا نستوعب كيف يعيش الانسان مع حزنه هذا لفقدان أعز وأقرب الناس لقلبه كالأم والأب والأخوة والزوجة والأولاد وهناك من يفقد عقله والأسوأ من يفقد قلبه واحساسه بالحياة ويعيش حياته مهموما مكتئبا حتى يقضى عليه ، ولكن من تحلى بالايمان وعرف فضل الله عليه تأكد أن الله أكبر من كل المحن ومن فضله علينا أيضا نعمة الحياة ونعمة النسيان وكما يقال دائما ” كل شئ يولد صغيرا ثم يكبر إلا الحزن يولد كبيرا ومع مرور الوقت يصغر ويقل” ولا شك أن هذه من أكبر نعم الله علينا .. أقسم أنه للآن ينتابني شعورغريب بعدم تصديق أو استيعاب أن أحبابي وخاصا من عائلتي وأهلي وأصدقائي المقربين والذين عشت معهم دهرا قد غادروا الحياة وأشعر أنهم لم يغادروني ولم يفارقوني وأحيانا يأتوني في أحلامي أتشاكي وأتحاكى وأتباكى معهم وكأنهم يريدون إرسال رسائل لي حتى لا أنساهم أو ليخففوا عني معاناة فراقهم ، ومهما كانت مشاغل الحياة وإلتهائنا بها إلا أنه من المستحيل أن ننسى من عشنا معهم عمرا ملئ بالذكريات وتبقى هذه الذكريات بحلوها ومرها شاهد بيننا على أنهم سيظلوا دائما وأبدا في قلوبنا، والذكريات أيضا أحيانا تكون نعمة كبيرة إذ أنه يمكن أن تشكل منها حياة أخرى للعيش مع من فارقونا وذكراهم دوما تهون لوعة فراقهم وهذه الذكريات يمكن أن تنشأ جدارا صلدا قويا من المشاعر والأحاسيس التي تحول دون نسيان أو فقدان من فارقونا فيظلوا دوما أحياء في قلوبنا، وذلك ما يجعل فكرة استدعائهم حاضرة في مخيلتنا وأيضا تكرار وجودهم في منامنا وأحلامنا ،
والحزن طوق من نار اذا تركت نفسك له قضى عليك، ورسولنا الكريم صلوات الله عليه جعل الحزن مما يستعاذ به لأنه يضعف القلوب والارادة ، وهو بالفعل سبب من أسباب أمراض القلب ، ومن الأدعية المؤثرة التي ننشدها دوما ” اللهم فارج الهم، ومزيل الكرب، ومذهب الحزن” ويقول عز وجل ” ألا أن أولياء الله لاخوف عليهم ولاهم يحزنون” وهذه الآية كفيلة لتأكيد قدر مغبة الحزن على الإنسان ، وذهاب الحزن عن القلوب هو نعمة كبيرة من الله نحمده عليها كثيرا، ولايقدرها ويشعر بها إلا كل مهموم ومحزون، والحزن مع كل الأسف أصبح عادة يومية نعتاد عليها وسط صراعات الحياة، فهناك من يحزن لعدم الاكتفاء وعدم الرضا بما قسم الله له ، وهناك من يحزن لعدم قدرته على توفير سبل العيش الكريمة لعائلته ، ومن يحزن لفقدان مال ، ومن يحزن لفقدان عمل، ومن يحزن لفقدان أمل، أو حلم يطمح له ، كثيرة هى أشكال الحزن، وكثيرة هى هموم الحياة ومشكلاتها ..
وتمر السنون والأعوام وتمر معها الأحزان وتسير الحياة لأنه ناموس الكون ومن أدرك ذلك جيدا استطاع أن يخفف من آلامه وأحزانه، ولا شك أن استمرارنا في الحياة والانغماس فيها والانشغال بأمورنا الدنيوية لا يعني أننا نسينا أحبابنا أو ذهبت أحزاننا ولكن هو فضل الله ولطفه ونعمه علينا، لذا مهما كبرت أحزاننا وعظمت فإن رحمة ربي وسعت كل شئ ، ومهما كبر الحزن فالله أكبر ..
Omarfawzi3041966@gmail,com
نشر بالاتفاق مع جريدة النهار الكويتية