رغم كل هذا الضجيج، ورغم كل أكاذيب نيتانياهو والنازيين الجدد فى إسرائيل، فإن هزيمة إسرائيل هى النهاية المؤكدة، وانتصار المقاومة حتمى وتاريخى، شاء من شاء وأبى من أبى.
ذلك هو درس التاريخ الذى لايمكن أن يتغير أو يتبدل على مر الأزمان والعصور، وفى كل بقاع الأرض.
تورطت الولايات المتحدة الأمريكية ــ وهى القوة العسكرية الأعظم فى العالم ــ فى الصراع فى فيتنام سنوات عديدة ولمدة أكثر من 20 عاما من «1953 إلى 1973»، حتى تم سحب جميع القوات الأمريكية بالكامل منكسرة ومهزومة، بعد أن بلغ عدد الضحايا عدة ملايين من الفيتناميين، حيث تراوحت أعداد الضحايا ما بين مليون و3 ملايين شخص تقريبا، فى حين بلغ ضحايا الجيش الأمريكى ما يقرب من 60 ألف شخص.
أما جنوب إفريقيا، فقد تعرضت لأسوأ أنواع الاستعمار الاستيطانى على غرار ما يحدث فى فلسطين منذ عام 1948 حتى الآن، حتى ظهر نيلسون مانديلا، ومكث فى السجن 27 عاما، ونجح بعد أن تم إطلاق سراحه فى أن يصبح أول رئيس لجمهورية جنوب إفريقيا عام 1994، بعد رحلة كفاح طويلة لشعب جنوب إفريقيا امتدت لما يقرب من أربعمائة عام، كلفته ملايين الضحايا، لكن كفاح الشعوب لايضيع مهما كانت التكلفة، ومهما امتدت المدة الزمنية.
أما الجزائر، فقد تحررت بعد 132 عاما من استعمار فرنسا الاستيطانى لها، الذى بدأ عام 1830م وانتهى بالاستقلال عام 1962م فى رحلة كفاح طويلة ومريرة أسفرت عن استشهاد أكثر من مليون جزائري.
ما حدث فى فيتنام والجزائر وجنوب إفريقيا حدث فى أفغانستان وأيرلندا ودول كثيرة فى الشرق والغرب على السواء، وانتهت أساطير القوة والأكاذيب إلى الزوال تحت أقدام الشعوب مهما كانت التكلفة، ومهما امتد تاريخ الصراع ضد إرادة الشعوب التى تنتصر فى النهاية دائما.
تذكرت كل هذا بمناسبة تصاعد الأحداث الدامية فى فلسطين ولبنان، ومحاولات العدو الإسرائيلى التى لا تهدأ من 76 عاما حتى الآن لكسر إرادة الشعب الفلسطينى باستخدام أقسى الأساليب وحشية فى العصر الحديث.