لا حب بدون رحمة، ولا مشاعر بدون وفاء، ولا حياة لحبٍّ لم يعرف غير الإهمال.. حين تعطى بلا حدود وتكتشف أن ما أعطيتَ لا يجد صدى لدى من أحببت، وحين تحيط بك العواصف ولا تجد جدارًا يصد عنك قسوة الرياح، وحين تسقط متألمًا أمام لحظة مرض أو ضعف ولا تجد بجوارك قلبًا يعينك على عواصف الزمن، ولم يبقَ لك غير قلبٍ يتألم ولا يجد من يمنحه الأمل والثقة فى أن العاصفة سوف تهدأ، وأن القلب سوف يستعيد نبضه القديم.. أصعب الأشياء أن تقف وحيدًا أمام العاصفة ولا شيء يحميك، وتنظر حولك وتتساءل: أين من كانوا أحبابًا؟ وأين رفاق المشوار؟ وتكتشف أن الجميع قد تخلّى عنك وبَخِل حتى بالسؤال.. هل كان الحب وهمًا أم خيالًا؟ أم مجرد لحظة عابرة؟ أم كان مجرد حلقة فى مسلسل فكاهى رخيص؟
حين تهدأ العاصفة ويعود إليك شيء من الدفء، تراجع دفاتر رحلتك: من سأل؟ ومن تجاهل ؟ ومن تنكر؟ ومن باع؟ وتكتشف أنك كنت وحيدًا حين تخلّى الجميع عنك.. وفى لحظة مراجعة، تقلب الصفحات وتكتشف أنها أصبحت بيضاء، لا شيء فيها.. وتحاول أن تمنح الناس فرصة للعتاب، ولا تجد من تعاتب؛ لأن العالم كله تخلّى عنك وتركك وسط العاصفة وحيدًا.
لا تندم على قلب أحبَّ، ولا تحزن على عمر أو حبيب تخلّى عنك.. وإذا كان الندم هو آخر ما بقي، فاترك الندم للآخرين.. ولا تترك عاصفة أخرى تقتحم أيامك؛ تكفى عاصفة واحدة، لأن عمرك أغلى من كل العواصف، ودرس واحد يكفى فى الحياة.